النَّاصِر إِلَى)
الكرك وتسلطن كتبغا ولقب بالعادل ونهض بأَمْره لاجين وقراسنقر وَطَائِفَة كَانَ قد اصطنعهم فِي نوبَة الْأَشْرَف
وَتمكن وَقدم دمشق وَصلى بجامعها الْأمَوِي غير مرّة وَسَار فِي الْجَيْش إِلَى حمص ثمَّ رد فَلَمَّا كَانَ بِأَرْض بيسان وثب عَلَيْهِ حسام الدّين لاجين وَشد على بتخاص والأزرق فَقَتَلَهُمَا فِي الْحَال وَكَانَا عضدي كتبغا واختبط الْجَيْش وفر كتبغا على فرس النّوبَة وَتَبعهُ أَرْبَعَة من غلمانه فِي صفر سنة سِتّ وَتعين وسِتمِائَة فَكَانَت دولته سنتَيْن
وسَاق كتبغا إِلَى دمشق فَتَلقاهُ مَمْلُوكه نائبها فِي الْأُمَرَاء وَقدم القلعة فَفتح لَهُ بَابهَا ارجواش ودقت البشائر لَهُ وَلم يَنْتَظِم لَهُ الْحَال
وَاجْتمعَ كجكن والأمراء وحلفوا لمن هُوَ صَاحب مصر وصرحوا لكتبغا بِالْحَال فَقَالَ أَنا مَا مني خلاف وَخرج من قصر السلطنة إِلَى قاعة صَغِيرَة وبذل الطَّاعَة فرسم لَهُ أَن يُقيم بقلعة صرخد وَأَتَاهُ بعض غلمانه ونسائه وانطوى ذكره إِلَى بعد نوبَة قازان فَأحْسن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ حماة فَمَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة
وَكَانَ مَوْصُوفا بالديانة وَالْخَيْر والرفق بالرعية
وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْجُمُعَة يَوْم النَّحْر وَنقل تابوته إِلَى تربته بسفح قاسيون بِدِمَشْق
وَجرى فِي أَيَّامه الغلاء الْعَظِيم بالديار المصرية وَكَانَ إِذْ طالعوه بِخَبَر المقياس يبكي وَيَقُول هَذَا بخطيئتي
وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي لما تسلطن وخلع على أهل دمشق وَمن خطه نقلت
(إِنَّمَا الْعَادِل سطان الورى ... عِنْدَمَا جاد بتشريف الْجَمِيع)
(مثل قطرٍ صاب قطراً ماحلاً ... فكسا أعطافه زهر الرّبيع)
٣ - (الْأَمِير زين الدّين الْحَاجِب)
كتبغا الْأَمِير زين الدّين أَمِير حَاجِب الشَّام أَظُنهُ تولى نِيَابَة شيزر فِي وَقت
وَلما كَانَ بِدِمَشْق حاجباً كَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يعظمه وَيجْلس قدامه ويرمل على يَده فِي بأيام الخدم
وَكَانَ يحترمه وَيُحب حَدِيثه ويصغي غليه وَيقبل شفاعاته ويزوره فِي بَيته)
وَكَانَ محتشماً فِي نَفسه رَئِيسا يحضر السماعات ويرقص فِيهَا وَأَظنهُ لبس فِي وَقت زِيّ الْفُقَرَاء وَمَشى مَعَهم إِلَّا أَنه كَانَ فِيهِ اسْتِحَالَة وَذَلِكَ أَنه إِذا دخل عَلَيْهِ أحد فِي بَيته فِي أَمر قَالَ لَهُ السّمع وَالطَّاعَة وَمن أَحَق مِنْك بِهَذَا الَّذِي تطلبه قف غَدا لمولانا ملك الْأُمَرَاء فِي الْخدمَة وَأَنا غَدا أساعدك وتبصر مَا أَقُول
فَإِذا وقف ذَلِك الْمِسْكِين قَالَ يَا مَوْلَانَا أَي حايك قَامَ أَو أَي بيطار قَامَ قَالَ يُرِيد يصير جندياً فَإِذا سمع الْأَمر سيف الدّين ذَلِك قَالَ نحه فَتَنَاول ذَلِك الْمِسْكِين العصي من كل جَانب
وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة