(يَقُولُونَ مَوْلَاهُم عليٌّ وَإِنَّهُم ... لأعظم بغضاً فِيهِ من آل ملجم)
(سببتم عتيقاً والإمامين بعده ... فَلم تعنفوا يَوْم الْحَرِيق المضرم)
(وسؤتم نَبِي الله فِي خير أَهله ... وَأفضل بكرٍ فِي النِّسَاء وأيم)
(فكم عاثرٍ مِنْكُم إِذا صَافح الثرى ... من الذعر قُلْنَا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ)
(فَلَا نفقٌ فِي الأَرْض أخْفى مَكَانكُمْ ... وَلَا شاهقٌ يرقى إِلَيْهِ بسلم)
(لقد رفضتكم كل أَرض وبقعةٍ ... وَقد صرخت مِنْكُم بقاع جَهَنَّم)
(فَذُوقُوا كَمَا ذقناه أَيَّام كفركم ... من الغيظ فِي أكبادنا والتألم)
قَالَ ابْن رَشِيق هَذَا الْبَيْت تطفل فِيهِ على طفيل الغنوي وافتقر إِلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ)
(فَذُوقُوا كَمَا ذقنا غَدَاة محجرٍ ... من الغيظ فِي أكبادنا والتحوب)
قَالَ وَمن جيد مَا سَمِعت لَهُ فِي الرثاء قَوْله فِي الشَّيْخ أبي عَليّ بن خلدون من الْكَامِل
(لَوْلَا الْحيَاء وَأَن أجيء بفعلةٍ ... ينضي عَليّ بهَا سيوف ملام)
(وأكون مُتبعا لأشنع سنه ... قد سنّهَا قبلي أَبُو تَمام)
(للبست لبس الثاكلات وَكنت فِي ... سود الْوُجُوه كأنني من حام)
أَشَارَ إِلَى مَا صنعه أَبُو تَمام يَوْم نعى مُحَمَّد بن حميد لِأَنَّهُ غمس طرف رِدَائه فِي مدادٍ ثمَّ ضرب بِهِ كَتفيهِ وصدره ثمَّ أنْشد كَلمته من الطَّوِيل
(كَذَا فليجل الْخطب وليفدح الْأَمر ... فَلَيْسَ لعينٍ لم يفض مَاؤُهَا عذر)
وَكَانَت وَفَاته بِجَزِيرَة صقلية سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقد شَارف الْخمسين سنة
٣ - (الساسكوني)
الْحسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن كثير بن عَليّ العامري الساسكوني الشَّاعِر قَالَ يمدح الظَّاهِر غازياً
(أروم هَذَا الْقلب برْء جراحه ... وسيوف لحظك تنتضى لكفاحه)
(يَا مستبيح دم المتيم عَامِدًا ... أنسيت يَوْم الْبَعْث حمل جنَاحه)
(نَظَرِي الَّذِي فِي الْحبّ قد أفسدته ... إفساده فِي الْحبّ عين صَلَاحه)
(حتام تطرف طرف عَيْني بالبكا ... وإلام طرفِي مولع بطماحه)
(يَا وَيْح مُودع سره فِي جفْنه ... فَلَقَد أَرَادَ السّتْر من فضاحه)
(لَيْت الحبيب غَدَاة أثمر خَدّه ... لم يحم عَن عَيْني جنى تفاحه)
(يَا لائم المشتاق يَبْغِي نصحه ... مره بهم لتَكون من نصاحه)