توجب السياسة إِتْلَافه أَيَّام المستظهر فَكتب إِلَى الزعيم ابْن المعوج الْحَاجِب وَكَانَ قد قَرَأَ هُوَ وَأَوْلَاده عَلَيْهِ من الْكَامِل
(أزعيم دولتنا السعيدة إِنَّنِي ... أرجوك فِي البأساء وَالضَّرَّاء)
(أرجوك أَن تَعْفُو الجريمة إِنَّنِي ... من أجلهَا متقلقل الأحشاء)
(وَاصْفَحْ فَإِن الصفح مِنْك مؤملٌ ... يَا مصطفىً من عنصر الْآبَاء)
(هَا قد مددت يَدي إِلَيْك فَردهَا ... بِالْعَفو لَا بشماتة الْأَعْدَاء)
فرق لَهُ ورد وَلَده إِلَيْهِ وَقَالَ إِنَّمَا سجنته إصلاحاً لَهُ وحفظاً لجانبك توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة
٣ - (أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي)
الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ أَخُو عبد السَّلَام بن أَحْمد
تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع كثيرا من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن الْحسن ابْن مُحَمَّد)
الغضاري وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَغَيرهمَا وَحدث باليسير
وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
٣ - (ابْن الْمُغلس)
الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْمُغلس أَبُو عبد الله شَاعِر مدح الْقَادِر بِاللَّه وَله أشعار كَثِيرَة فِي اللغز والأحاجي وروى عَنهُ أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن وشاج الزَّيْنَبِي
وَمن شعره من السَّرِيع
(غَضْبَان من فرط الصِّبَا والدلال ... يكَاد يطغيه غلو الْجمال)
(قد كتب الْحسن على خَدّه ... كل دمٍ يسفك طرفِي حَلَال)
(يَا سحر عَيْنَيْهِ وَيَا ثغره ... وَيَا عذاريه فُؤَادِي بِحَال)
وَمِنْه فِي محك الذَّهَب من الطَّوِيل
(وملتمسٍ من صبغة اللَّيْل بردة ... تفوف طوراً بالنضار وتطلس)
(إِذا سَأَلُوهُ عَن عويين أشكلا ... أجَاب يما يعيي الورى وَهُوَ أخرس)
وَمِنْه فِي القبان من المتقارب
(وأعور من بَين أضرابه ... وأنواعه وَبني جنسه)
(لَهُ فِي دناباه ملمومةٌ ... تقوم مَا كَانَ من نكسه)
(تنقل بَين فقاراته ... وتنبي بِمَا كَانَ فِي نَفسه)
وَمِنْه فِي نَخْلَة على شاطي نهر من المتقارب
(وهيفاء تهتز طوع النسيم ... إِذا هَب شرقيه أَو جنح)
(إِذا المَاء مثل لي شخصها ... توهمتها مخوضًا فِي قدح)
قلت شعر جيد ومقاصد حَسَنَة دقيقة