(وَكَأن ذَاك السُّور مقْعد نزهة ... وَكَأَنَّهُ متشوف من طاق)
قلت الثَّانِي مَأْخُوذ من قَول الأول
(وَعَاد لكنه رَأس بِلَا جَسَد ... وَجَاء يسْعَى على سَاق بِلَا قدم)
(إِذا تراآى على الخطي أَسْفر فِي ... حَال العبوس لنا عَن ثغر مبتسم)
وَمَا أحسن قَول أبي فراس وَقد عَاد سيف الدولة وَرَأس القرمطي بَين يَدَيْهِ على رمح
(وأنقذ من ثقل الْحَدِيد ومسه ... أَبَا وَائِل والدهر أجدع صاغر)
(وآب وَرَأس القرمطي أَمَامه ... لَهُ جَسَد من أكعب الرمْح ضامر)
)
وَمن شعر ابْن الْفرس وتروى لغيره
(أأدعو فَلَا تلوي وَأَنت قريب ... وأشكو فَلَا تشكي وَأَنت طَبِيب)
(فَهَل شيب من تِلْكَ المصافاة مشرع ... وهيل على ذَاك الإخاء كثيب)
وَمِنْه فِي صدر رِسَالَة
(مَا بالنا مُتَّهمًا ودنا ... وَنحن فِي ودكم نقتبل)
(كأنكم مثل فَقِيه رأى ... أَن يتْرك الظَّاهِر للمحتمل)
وَمِنْه فِي خُسُوف الْقَمَر
(تلطع الْبَدْر لم يشْعر بناظره ... حَتَّى اسْتَوَى وَرَأى النظار فاحتجبا)
(كالخود أَلْقَت رواق الخدر ناظرة ... ثمَّ استردت حَيَاء فَوْقهَا الطنبا)
قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم ولي فِي ذَلِك
(ألم تَرَ للخسوف وَكَيف أودى ... ببدر التم لماع الضياء)
(كمرآة جلاها الصقل حَتَّى ... أنارت ثمَّ ردَّتْ فِي غشاء)
وَقَالَ ولي فِيهِ أَيْضا بعكس الْمَعْنى وإبقاء التَّشْبِيه
(تناولت الْمرْآة وَهِي صقيلة ... تَأمل وَجها دونه ذَلِك الصقل)
(فَلَمَّا تناولت أودعتها غشائها ... وَقد حدث القرطاس واستمع الحجل)
(فشبهتها بَدْرًا علاهُ خسوفه ... فأظلم مِنْهُ مَا أنار لَهُ قبل)
وَمن شعر ابْن الْفرس فِي تفاحة