الَّذِي مَاتَ فِيهِ هَل تقدر على النهوض لَو رمته فَقَالَ لَو شِئْت مشيت من هَهُنَا إِلَى حَانُوت أبي زَكَرِيَّاء النباذ فَقَالَ فألا قلت إِلَى الْجَامِع فَقَالَ لكل امْرِئ من دهره مَا تعودا وَلم تجر الْعَادة بذلك وَلَقي صَاحب الْمَظَالِم المرناقي وَهُوَ مخمور فَسلم عَلَيْهِ وَقَالَ كَيفَ تجدك فَقَالَ بِخَير مَا لم أرك يَا مولَايَ وَأَرَادَ أَن يَقُول بِخَير مَا رَأَيْتُك فَأَطْرَقَ المرناقي وَمضى مُحَمَّد وجماً فَعمل قصيدة يعْتَذر إِلَيْهِ فِيهَا أَولهَا
(فرط الْحيَاء وهيبة السُّلْطَان ... جبرا على ضد الصَّوَاب لساني)
وَكتب إِلَى بعض الرؤساء وَقد جَاءَتْهُ بنت لَهُ فَوَجَمَ لَهَا وحزن حزنا شَدِيدا
(لَا تأس إِن رحت أَبَا لابنةٍ ... تكظم أشجاناً إِلَى كاظمه)
(فَإِن أَبنَاء نَبِي الْهدى ... كلهم من وَلَدي فاطمه)
فَحسن موقع ذَلِك مِنْهُ وَوَصله وأتى عبد الْمجِيد بن مهذب زَائِرًا فحجبه فَقَالَ
(زرت عبد الْمجِيد زورة مشتا ... ق إِلَيْهِ فصد عني صدودا)
(فَكَأَنِّي أَتَيْته أنزع الع ... مة عَن رَأسه وأخصي سعيدا)
وَكَانَ فِي رَأس الْمَذْكُور قُرُوح وَله عبد يؤثره قلت تشبه تَعْرِيض ولادَة بنت المستكفي فِي قَوْلهَا)
(إِن ابْن زيدون على فَضله ... يغتابني ظلما وَلَا ذَنْب لي)
(يلحظني شَزراً إِذا جِئْته ... كأننّي جئتُ لأخصِي عَليّ)
وَقَالَ مُحَمَّد بن مغيث
(لَا عد منا عميرَة ابْنة كف ... إِنَّهَا تسعد الْمُحب الشجيا)
(نقدها الرِّيق ثمَّ لَا مهر إِلَّا ... دلو مَاء إِن لم تكن دهريا)
وشاجر شيلون المصاحفي يَوْمًا وعيره فَقَالَ أبياتاً شافهه بِبَعْضِهَا وَهِي من أفسد الْقصر من أفنى خزائنه فَقَالَ شيلون أَنا فَقَالَ من صير الْعود قِنْطَارًا بِدِينَار فَقَالَ أَنا فَقَالَ من لَا يُصَلِّي وَإِن صلى فَمن نجس فَقَالَ لَهُ أَنْت فَقَالَ من يستخف بِحَق الْخَالِق الْبَارِي