للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على توفيق بن مُحَمَّد وأتقن الهندسة والحساب والنجوم وَصَحب أَبَا عبد الله ابْن الْخياط الشَّاعِر وَبِه تخرج وروى عَنهُ شعره وَكَانَ عِنْدِي ديوَان ابْن الْخياط وَعَلِيهِ خطّ ابْن القيسراني وَقد قرئَ عَلَيْهِ ووقفت على ديوانه بِخَطِّهِ من أَوله إِلَى آخِره وملكت بِهِ نُسْخَة عَلَيْهَا خطه وَدخل بغداذ ومدح صَاحب الْإِنْشَاء سديد الدولة مُحَمَّد بن الْأَنْبَارِي وَسمع بحلب من الْخَطِيب أبي طَاهِر هَاشم بن أَحْمد الْحلَبِي وَغَيره وَسمع مِنْهُ الحافظان أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَأَبُو سعيد سُفْيَان السَّمْعَانِيّ وَهُوَ وَالِد موفق الدّين خَالِد وَزِير نور الدّين الشَّهِيد وَجَاء فِي أَوْلَاده جمَاعَة فضلاء ووزراء وَكتاب وَكَانَ هُوَ وَابْن مُنِير شاعري الشَّام وَجَرت بَينهمَا وقائع ونوادر وملح وَكَانَ ابْن مُنِير يرْمى بالتشيع فَبلغ ابْن القيسراني أَنه هجاه فَقَالَ

(يَا ابنَ مُنيرٍ هَجُوتَ منّي ... حَبراً أَفَادَ الورى صَوَابه)

(وَلم تضيق بِذَاكَ صَدْرِي ... فَإِن لي أُسْوَة الصَّحَابَة)

وَقَالَ فِي خطيب)

(شرح الْمِنْبَر صَدرا ... بترقيك خَطِيبًا)

(أتُرى ضمَّ خَطِيبًا ... أم تُرى ضُمِّخ طِيبا)

قَالَ ابْن خلكان هما لأبي الْقَاسِم زيد بن أبي الْفَتْح أَحْمد بن عبيد بن فضال الموازيني الْمَعْرُوف أَبوهُ بالماهر وَلَكِن ابْن القيسراني أنشدهما لِابْنِ هَاشم الْخَطِيب لما تولى الخطابة وَقَالَ

(وَقَالُوا لَاحَ عَارضه ... وَمَا ولت ولَايَته)

(فَقلت عذار من أَهْوى ... أمارته إمارته)

ونقلت من خطه لَهُ وَهُوَ لطيف

(أهيم إِلَى الْعَذَاب من رِيقه ... إِذا تيم العاشقين العذيب)

(شهِدت عَلَيْهِ وَمَا ذقته ... يَقِينا وَلَكِن من الْغَيْب غيب)

ونقلت مِنْهُ أَيْضا لَهُ

(وَلما دنا التوديع قلت لصاحبي ... حنانيك سربي عَن مُلَاحظَة السرب)

(إِذا كَانَت الأحداق نوعا من الظبى ... فَلَا شكّ أَن اللحظ ضرب من الضَّرْب)

ونقلت مِنْهُ أَيْضا لَهُ

(كم لَيْلَة بت من كأسي وريقته ... نشوان أمزج سلسالاً بسلسال)

(وَبَات لَا تحتمي مني مراشفه ... كَأَنَّمَا ثغره ثغر بِلَا وَال)

<<  <  ج: ص:  >  >>