(سامحت كتبك فِي القطيعة عَالما ... إِن الصَّحِيفَة اعوزت من حَامِل)
(وعذرت طيفك فِي الْجفَاء فَإِنَّهُ ... يسري فَيُصْبِح دُوننَا بمراحل)
يُقَال إِن الْمُعظم أحضرهُ وَالشعرَاء يَوْمًا فَقَالَ لَهُم لَا بُد أَن تهجوني قدامي فَقَالُوا الله الله يَا خوند فألح عَلَيْهِم فَتقدم ابْن عنين وَقَالَ
(نَحن قوم مَا ذكرنَا لامرئ ... قطّ إِلَّا واشتهى أَن لَا يَرَانَا)
فَقَالَ الْمُعظم صدقت فَقَالَ ابْن عنين شعرنَا مثل الخرا فَقَالَ الْمُعظم صدقت فَقَالَ ابْن عنين ذقت الخرا فَقَالَ الْمُعظم قبحك الله فَقَالَ ابْن عنين صفع الله بِهِ أصل لحانا وَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ وَهُوَ بِالْهِنْدِ يذكرهُ أَيَّام الصبى ويصف لَهُ دمشق وطيبها ليستميله إِلَيْهَا فَأجَاب
(يَا سَيِّدي وَأخي لقد ذَكرتني ... عهد الصبى ووعظتني وَنَصَحْت لي)
(أذكرتني وَادي دمشق وظله ال ... ضافي على الصافي البرود السلسل)
(ووصفت لي زمن الرّبيع وَقد بدا ... هرم الزَّمَان إِلَى شباب مقبل)
(وتجاوب الأطيار فِيهِ فمطرب ... يلهي الشجي ونائح يشجي الخلي)
(يُغني النديم عَن القيان غنَاؤُهَا ... فالعندليب بهَا رسيل البلبل)
(وكأنما أخذت عَن ابْن مقلد ... قَول المسرح فِي الثقيل الأول)
(ومدامةً من صيدنايا نشرها ... من عنبر وقميصها من صندل)
(مسكية النفحات يشرف أَصْلهَا ... عَن بابل ويجل عَن قطربل)
(وَتقول أهل دمشق أكْرم معشرٍ ... وأجله ودمشق أفضل منزل)
(وصدقت إِن دمشق جنَّة هَذِه ال ... دنيا وَلَكِن الْجَحِيم ألذ لي)
(لَا الدائص الْحلَبِي ينفذ حكمه ... فِيهَا عَليّ وَلَا العواني الْموصِلِي)
)
وَقَالَ