(نكتم السِّرّ بَيْننَا فِي زمَان ... كاتم السِّرّ فِي بنيه غَرِيب)
وأنشدني إِلَيْهِ أَيْضا مَا يكْتب على بَاب
(من ذَا الَّذِي يُنكر فضلي وَقد ... فزت من الْحسن بِمَعْنى غَرِيب)
(عِنْدِي لمن يَخْذُلهُ دهره ... نصر من الله وَفتح قريب)
وَكَانَ الْمولى جمال الدّين ابْن نباتة إِذا جَاءَ إِلَى دَار السَّعَادَة يُقَال لَهُ ملك الْأُمَرَاء فِي الْقصر فَيحْتَاج أَن يروح إِلَى الْقصر الأبلق مَاشِيا فَقَالَ فِي ذَلِك)
(يَا سائلي فِي وظيفتي عَن ... كنه حَدِيثي وَعَن معاش)
(مَا حَال من لَا يزَال يَنْوِي ... مَسَافَة الْقصر وَهُوَ ماش)
فَقَالَ شمس الدّين جَوَابا لَهُ
(يَا شَاعِرًا يُخطئ الْمعَانِي ... فِيمَا يعاني من المعاش)
(أَنْت شَبيه الْحمار عِنْدِي ... مركب الْجَهْل وَهُوَ ماش)
وأنشدني لنَفسِهِ من لَفظه
(أَلا حبذا وَادي دمشق إِذا سرى ... نسيم الصِّبَا فِي رَوْضَة المتأرج)
(فَمَا بَان فضل البان حَتَّى رَأَيْته ... مطلاً عَلَيْهِ من جبال البنفسج)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ
(لربوتنا وَاد حوى كل بهجة ... وعيش الورى يحلو لَدَيْهِ ويعذب)
(تروق لنا الْأَنْهَار من تَحت جنكه ... فَلَا عجب أَنا نَخُوض وَنَلْعَب)
وأنشدني لنَفسِهِ وَقد خلع على ابْن نباتة فِي صدَاق كتبه وَمَشى بهَا فِي الْبَلَد
(مَا خلعة العقد على شَاعِرنَا ... يَوْم الهنا إِلَّا شقاء وعنا)
(رَأَيْته فِيهَا وَقد أرْخى لَهُ ... ذؤابة تبدي عَلَيْهِ الحزنا)
(فَقلت من هَذَا الَّذِي سوَاده ... بَين الورى سوده قَالَ أَنا)
(نباتةً كَانَ أبي فَقلت مَا ... أنبتك الله نباتاً حسنا)
وأنشدني من لَفظه فِيهِ أَيْضا أبياتاً مِنْهَا
(مَا خلعة ابْن نباتة إِلَّا كمن ... ألْقى الرياض على الكنيف المنتن)
مِنْهَا