(سر الفصاحة فِي كتابك ظَاهر ... وَله ضِيَاء الْحسن عَنْك مذيع)
(وَكَذَا الثَّنَاء الْمَحْض فِي أَثْنَائِهِ ... بنوافج الذّكر الْجَمِيل تضوع)
(فلذاك يحفظ فِي الصُّدُور لفضله ... وسواه ينسى ذكره ويضيع)
(لله روض فِي جنان جناسه ... هُوَ للقلوب وللعيون ربيع)
(كم أثمرت أغصانه بفوائد ... كم طَابَ فِيهَا للفؤاد ولوع)
)
(مَا زَالَ يمطره الْجنان سحائباً ... يُضحي بهَا القرطاس وَهُوَ مريع)
(فِي طيه نشر الْعُلُوم تأرجت ... أرجاؤه فتعطر الْمَجْمُوع)
(سفر عَن الْفضل الْمُحَقق سَافر ... وَله على الْقَمَر الْمُنِير طُلُوع)
(بيّنت فِيهِ لنا الْأُصُول فأينعت ... لجنى الْعُقُول من الْأُصُول فروع)
(وشرعت فِي حل الرموز وَقد حلا ... للفهم فِي ذَاك الشُّرُوع شُرُوع)
(لم يبْق فِي علم الْمعَانِي نَاطِق ... إِلَّا وَبَان بِهِ لديك خضوع)
(فَابْن الْأَثِير وَإِن تأثل مجده ... وَعصى لَكَانَ لما بنيت يُطِيع)
(سيرت أَمْثَالًا لَهَا حكم فَمَا ... لنجومها مثل النُّجُوم رُجُوع)
(أعليت بُنيان البديع مشيداً ... مَا لم يشيد للزمان بديع)
(وأذبت لِابْنِ أبي الْحَدِيد جوانحاً ... لم يطف مِنْهَا للحريق دموع)
(وأدرت أفلاكاً على أَمْثَاله ... أضحت تروق بحسنها وتروع)
(وطعنت فِي ابْن سِنَان عِنْد خفاجة ... لُغَة فأودت بالصدور صدوع)
(وأنرت مَا لَا نور الْمِصْبَاح فِي ... علم الْبَيَان وَفِي سناه لموع)
(وتخلف المعتز إِذْ زل ابْنه ... وبدا بمنطقه لديك خشوع)
(هَذَا كتاب قد كبت بِهِ العدى ... فجنابه عَن حاسديه منيع)
(اتعبت من يسري وَرَاءَك فِي النهى ... وَمَتى تَسَاوِي ظالع وضليع)
(وَرفعت قدر الْعلم حِين وَضعته ... فتشرف الْمَوْضُوع وَالْمَرْفُوع)
(نثر حكته من الْكَوَاكِب نثرة ... فِيهَا لصفحة أوجه ترصيع)
(ونظام شعر دونه الشعرى وَإِن ... أمست ومنزلها عَلَيْهِ رفيع)
(شعر يروق طباقه وجناسه ... والسبر والتقسيم والتصريع)
(يسمو حبيباً بالمحاسن إِن بدا ... وَيرى الْوَلِيد لَدَيْهِ وَهُوَ رَضِيع)
وَهَذَا الْقدر مِنْهَا كَاف وَله قصيدة أُخْرَى نظمها على كتابي نصْرَة الثائر على الْمثل السائر طَوِيلَة أَيْضا