وَمن شعره
(خل النِّفَاق لأَهله ... وَعَلَيْك فالتمس الطريقا)
وارغب بِنَفْسِك إِن ترى إِلَّا عدوا أَو صديقا وَكَانَ إِبْرَاهِيم يهوى جَارِيَة لبَعض المغنين بسر من رأى يُقَال لَهَا ساهر شهر بهَا وَكَانَ منزله لَا يَخْلُو مِنْهَا ثمَّ دعيت فِي وَلِيمَة لبَعض أَهلهَا فغابت عَنهُ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ جَاءَتْهُ وَمَعَهَا جاريتان لمولاها وَقَالَت قد أهديت صَاحِبي إِلَيْك عوضا عَن مغيبي عَنْك فَقَالَ
(أقبلن يحففن مثل الشَّمْس طالعةً ... قد حسن الله أولاها وأخراها)
(مَا كنت فِيهِنَّ إِلَّا كنت وَاسِطَة ... وَكن دُونك يمناها ويسراها)
وَجلسَ يَوْمًا مَعَ إخوانه وَبعث خلفهَا فأبطأت فتنغص عَلَيْهِم يومهم وَكَانَ عِنْده عدَّة من القيان ثمَّ وافت فَسرِّي عَنهُ وَشرب وطاب وَقَالَ
(ألم ترني يَوْمنَا إِذْ نأت ... وَلم تأت من بَين أترابها)
(وَقد غمرتنا دواعي السرُور ... بإشعالها وبإلهابها)
)
(وَنحن فتورٌ إِلَى أَن بَدَت ... وَبدر الدجى تَحت أثوابها)
(وَلما نأت كَيفَ كُنَّا بهَا ... وَلم دنت كَيفَ صرنا بهَا)
فتغضبت فَقَالَت مَا الْقِصَّة كَمَا ذكرت وَقد كُنْتُم فِي قصفكم مَعَ من حضر وَإِنَّمَا تجملتم لما حضرت فَقَالَ
(يَا من حنيني إِلَيْهِ ... وَمن فُؤَادِي لَدَيْهِ)
وَمن إِذا غَابَ من بَينهم أسفت عَلَيْهِ إِذا حضرت فَمن بَينهم صبوت إِلَيْهِ
(من غَابَ غَيْرك مِنْهُم ... فإذنه فِي يَدَيْهِ)
فرضيت فأقاموا يومهم على أحسن حَال ثمَّ طَال الْعَهْد بَينهمَا فملها وَكَانَت شاعرةً تهواه فَكتب إِلَيْهِ تعاتبه
(بِاللَّه يَا نَاقض العهود بِمن ... بعْدك من أهل ودنا أَثِق)
(سوأتا مَا استحيت لي أبدا ... إِن ذكر العاشقون من عشقوا)
(لَا غرني كاتبٌ لَهُ أدبٌ ... وَلَا ظريفٌ مهذبٌ لبق)
(كنت بِذَاكَ اللِّسَان تختلني ... دهراً وَلم أدر أَنه ملق)