مَعَه لم أتمكن من مُجَالَسَته فَوَجَدته غير معجب بِشعر نَفسه على عَادَة أَبنَاء جنسه وَأنْشد لَهُ
(هَل فِي مَوَدَّة ناكث من رَاغِب ... أم هَل على فقدانها من نادب)
(أم هَل يفيدك أَن تعاتب مُولَعا ... يتتبع العثرات غير مراقب)
(جعل اعتراضك للسفاهة ديدناً ... وَالذِّئْب ديدنه اعْتِرَاض الرَّاكِب)
مِنْهَا
(إِن الفتوة علمتني شِيمَة ... تهدي الضياء إِلَى الشهَاب الثاقب)
(مَا زَالَ يسلب كل من حمل الظبي ... قلمي وأحداق الظباء سوالبي)
(فَهُوَ التَّصَرُّف وَالتَّصَرُّف فِي الْهوى ... دفنا شَبَابِي فِي العذار الشائب)
(فتظلمي من ناظرٍ أَو ناظرٍ ... وتألمي من حَاجِب أَو حَاجِب)
(وَقبلت عذر بني الزَّمَان لأَنهم ... سلكوا طَرِيق بني الزَّمَان الذَّاهِب)
(جبلوا على رفض الْوَفَاء لغَيرهم ... وتمسكوا بالغدر ضَرْبَة لازب)
)
وَمن شعره
(ألزم جفاءك بِي وَلَو فِيهِ الضنا ... وارفع حَدِيث الْبَين عَمَّا بَيْننَا)
(فسموم هجرك فِي هواجره الْأَذَى ... ونسيم وصلك فِي أصايله المنى)
(لي التلون من إمارات الرضى ... لَكِن إِذا مل الحبيب تلونا)
(تبدي الْإِسَاءَة فِي التيقظ عَامِدًا ... وأراك تحسن فِي الْكرَى أَن تحسنا)
(مَا لي إِذا استعطفت رَأْيك رمت لي ... عبتاً جَدِيدا من هُنَاكَ وَمن هُنَا)
وَمِنْه
(إِنِّي أغار عَلَيْكُم أَن تسلكوا ... فِي الود غير طرائق الفتيان)
(وأخاف مر عتابكم مَا لم أخف ... تَحت العجاج عوالي المران)
(لم أجن فاستعطفتكم لَكِن بِي ... شوقاً إِلَى استعطافكم ألجاني)
(وهبوني الْجَانِي أَلَسْت شقيقكم ... هلا غفرتم للشقيق الْجَانِي)
(غطوا بأذيال التجاوز مِنْكُم ... هفوات جَان للندامة جَان)
(ولربما كره الْعقُوبَة جازم ... كَيْمَا يفوز بلذة الغفران)
(ببعادكم أبغضت دَار كَرَامَتِي ... ولقربكم أَحْبَبْت درا هواني)
وَمِنْه
(قد كنت أرجوك للبلوي إِذا عرضت ... فصرت أخشاك وَالْأَيَّام للْغَيْر)