وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَأَبُو زرْعَة وعباس الدوري وَأَبُو حَاتِم وَبَقِي بن مخلد وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَأَبُو بكر الْأَثْرَم وَأَبُو بكر الْمَرْوذِيّ وَحرب الْكرْمَانِي ومُوسَى بن هَارُون ومطين وَخلق كثير أخرهم أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل سَمِعت أَبَا زرْعَة يَقُول كَانَ أَبوك يحفظ ألف ألف حَدِيث فَقلت لَهُ وَمَا يدْريك فَقَالَ ذاكرته فَأخذت عَلَيْهِ الْأَبْوَاب وَقَالَ حَنْبَل سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول حفظت كل شَيْء سمعته من هشيم وهشيم حَيّ وَعَن أبي زرْعَة قَالَ حزر كتب أَحْمد يَوْم مَاتَ فَكَانَت اثْنَي عشر حملا وَقَالَ الْمُزنِيّ قَالَ الشَّافِعِي رَأَيْت شَابًّا إِذا قَالَ حَدثنَا قَالَ النَّاس كلهم صدق قلت من هُوَ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ جمَاعَة حَدثنَا سَلمَة بن شبيب قَالَ كُنَّا فِي أَيَّام المعتصم عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَدخل رجل فَقَالَ من مِنْكُم أَحْمد ابْن حَنْبَل فَقَالَ أَحْمد هأنذا قَالَ جِئْت من أَربع مائَة فَرسَخ برا وبحراً كنت)
لَيْلَة جُمُعَة نَائِما فَأَتَانِي آتٍ فَقَالَ لي تعرف أَحْمد بن حَنْبَل قلت لَا قَالَ فأت بغداذ وسل عَنهُ فَإِذا رَأَيْته فَقل إِن الْخضر يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول إِن سَاكن السَّمَاء الَّذِي على عَرْشه رَاض عَنْك وَالْمَلَائِكَة راضون عَنْك بِمَا صبرت نَفسك لله وَلما أظهر أَبُو يَعْقُوب ابْن شيبَة الْوَقْف حذر أَبُو عبد الله أَحْمد عَنهُ وَأمر بهجرانه لمن كَلمه وَلأَحْمَد بن حَنْبَل فِي مسلة اللَّفْظ نُصُوص مُتعَدِّدَة وَأول من أظهر اللَّفْظ الْحُسَيْن بن عَليّ الْكَرَابِيسِي وَذَلِكَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ الْكَرَابِيسِي من كبار الْفُقَهَاء وَمَا زَالَ الْمُسلمُونَ على قانون السّلف من أَن الْقُرْآن كَلَام الله ووحيه وتنزيله غير مَخْلُوق حَتَّى نبغت الْمُعْتَزلَة والجهمية فَقَالُوا بِخلق الْقُرْآن وَكَانَ هَارُون الرشيد قد قَالَ فِي حَيَاته بَلغنِي أَن بشر بن غياث يَقُول إِن الْقرن مَخْلُوق لله عَليّ إِن أَظْفرنِي بِهِ لأقتلنه قَالَ الدَّوْرَقِي وَكَانَ بشر متوارياً أَيَّام الرشيد فَلَمَّا مَاتَ ظهر ودعا إِلَى الضَّلَالَة ثمَّ إِن الْمَأْمُون نظر فِي الْكَلَام وباحث الْمُعْتَزلَة وَبَقِي يقدم رجلا وَيُؤَخر أُخْرَى فِي دُعَاء النَّاس إِلَى القَوْل بِخلق الْقُرْآن إِلَى أَن قوي عزمه على ذَلِك فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَطلب أَحْمد بن حَنْبَل إِلَى الْمَأْمُون فَأخْبر فِي الطَّرِيق أَنه مَاتَ لما وصل إِلَى أذنة وَمَات الْمَأْمُون بالبذندون
وَبَقِي أَحْمد مَحْبُوسًا بالرقة حَتَّى بُويِعَ المعتصم بالروم وَرجع فَرد أَحْمد إِلَى بغداذ وَحبس وَأرْسل إِلَيْهِ فِي كل يَوْم رجلَانِ يناظرانه وَفِي الْيَوْم الرَّابِع وَجه المعتصم إِلَيْهِ بغا الْكَبِير فَحَمله إِلَيْهِ وَبَات فِي بَيت بِلَا سراج وَهُوَ مثقل بالقيود فَخرج تكة من سراويله وَشد بهَا الْقُيُود يحملهَا وَأدْخل على المعتصم وَأحمد ابْن أبي دواد إِلَى جَانِبه وَقد جمع خلقا كثيرا من أَصْحَابه فأدناه المعتصم ثمَّ أجلسه وَقَالَ لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُك فِي يَد من كَانَ قبلي مَا عرضت إِلَيْك ثمَّ قَالَ لَهُم ناظروه وكلموه فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق مَا تَقول فِي الْقُرْآن قَالَ فَقَالَ لَهُ أَحْمد مَا تَقول فِي علم الله فَسكت وَقَالَ بَعضهم أَلَيْسَ قَالَ الله تَعَالَى الله خَالق كل شَيْء وَالْقُرْآن أَلَيْسَ بِشَيْء فَقَالَ قَالَ الله تدمر كل شَيْء بِأَمْر رَبهَا فدمرت إِلَّا مَا أَرَادَ الله فَقَالَ بَعضهم مَا يَأْتِيهم من ذكر من رَبهم مُحدث أفيكون مُحدثا غير مَخْلُوق فَقَالَ قَالَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ذِي الذّكر فالذكر هُوَ الْقُرْآن وَتلك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute