للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَت لَا إِلَّا أنني طبخت قرعاً كَانَ مرّاً فَقَالَ أَيْن هُوَ فأرته الْمَكَان الَّذِي فِيهِ تِلْكَ القرعية فأحضرها وَقعد أكلهَا إِلَى أَن شبع وَمَا أنكر شَيْئا مِنْهَا أَو كَمَا قيل وَحكي لي عَنهُ أَنه كَانَ قد شكا إِلَيْهِ إِنْسَان أَو جمَاعَة من قطلوبك الْكَبِير وَكَانَ الْمَذْكُور فِيهِ جبروت على أَخذ أَمْوَال النَّاس واغتصابها وحكاياته فِي ذَلِك مَشْهُورَة فَقَامَ يمشي إِلَيْهِ فَلَمَّا دخل إِلَيْهِ وَتكلم مَعَه فِي ذَلِك قَالَ لَهُ قطلوبك أَنا الَّذِي أُرِيد أجيء إِلَيْك لِأَنَّك رجل عَالم زاهد يعرّض بقَوْلهمْ إِذا كَانَ الْأَمِير بِبَاب الْفَقِير فَنعم الْأَمِير وَنعم الْفَقِير فَقَالَ لَهُ قطلوبك لَا تعْمل عليَّ دركواناتك مُوسَى كَانَ خيرا مني وَفرْعَوْن كَانَ شرا مِنْك وَكَانَ مُوسَى كلَّ يَوْم يَجِيء إِلَى بَاب فِرْعَوْن مراتٍ فِي كلّ يَوْم ويعرض عَلَيْهِ الْإِيمَان أَو كَمَا قيل وَحكى لي عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن قيم الجوزية قَالَ كَانَ صَغِيرا عِنْد بني المنجا فبحث مَعَهم فادّعوا شَيْئا أنكرهُ فأحضروا النَّقْل فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ ألْقى المجلد من يَده غيظاً فَقَالُوا لَهُ مَا أَنْت إِلَّا جريء ترمي المجلد من يدك وَهُوَ كتاب علم فَقَالَ سَرِيعا أَيّمَا خير أَنا أَو مُوسَى فَقَالُوا مُوسَى فَقَالَ أَيّمَا خير هَذَا الْكتاب أَو أَلْوَاح الْجَوْهَر الَّتِي كَانَ فِيهَا الْعشْر كَلِمَات قَالُوا الألواح فَقَالَ إِن مُوسَى لما غضب ألْقى الألواح من يَده أَو كَمَا قَالَ وَحكى لي عَنهُ أَيْضا قَالَ سَأَلَهُ فلَان أنسيته فَقَالَ أَنْت تزْعم أَن أفعالك كلهَا من السنَّة فَهَذَا الَّذِي تَفْعَلهُ)

بِالنَّاسِ من عَرك آذانهم من أَيْن جَاءَ هَذَا فِي السّنة فَقَالَ حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ صليت خلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلًا فَكنت إِذا أغفيت أَخذ بأذني أَو كَمَا قَالَ

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وصنف فِي فنون الْعلم وَلَعَلَّ تواليفه وفتاويه فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع والزهد وَالْيَقِين والتوكل وَالْإِخْلَاص وَغير ذَلِك تبلغ ثَلَاث مائَة مجلدة وَكَانَ قوالاً بِالْحَقِّ نهاء عَن الْمُنكر ذَا سطوة وإقدام وَعدم مداراة ومسائله المفردة يحْتَج لَهَا بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث أَو بِالْقِيَاسِ ويبرهنها ويناظر عَلَيْهَا وينقل فِيهَا الْخلاف ويطيل الْبَحْث أُسْوَة من تقدمه من الْأَئِمَّة فَإِن كَانَ أَخطَأ فَلهُ أجر وَاحِد وَإِن كَانَ أصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَكَانَ أَبيض أسود الرَّأْس واللحية قَلِيل الشيب شعره إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ كَأَن عَيْنَيْهِ لسانان ناطقان ربعَة من الرِّجَال بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ جهوريّ الصَّوْت فصيح اللِّسَان سريع الْقِرَاءَة تعتريه حِدة ثمَّ يقهرها بحلم وصفح توفّي مَحْبُوسًا فِي قلعة دمشق على مَسْأَلَة الزِّيَارَة وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة إِلَى الْغَايَة وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة صلّى عَلَيْهِ الشَّيْخ عَلَاء الدّين قَاضِي الْقُضَاة القونوي وَلم يصلِّ عَلَيْهِ جمال الدّين بن جمله انْتهى كَلَام الشَّيْخ شمس الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>