للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم ... ثوبا مَعَ الدَّهْر لَا يبْلى ويبلينا)

(أنّ الزَّمَان الَّذِي مَا زَالَ يضحكنا ... أنسا بقربهم قد عَاد يُبكينا)

(بنتم وبنا فَمَا ابتلت جوانحنا ... شوقاً إِلَيْكُم وَلَا جفّت مآقينا)

(تكَاد حِين تناجيكم ضمائرنا ... يقْضِي علينا الأسى لَوْلَا تأسيّنا)

(حَالَتْ لفقدكم أيامنا فغدت ... سُودًا وَكَانَت بكم بيضًا ليالينا)

(إِذْ جَانب الْعَيْش طلقٌ من تألّفنا ... ومورد اللَّهْو صافٍ من تصافينا)

(وَإِذ هصرنا غصون الْأنس دانيةً ... قطوفها فاجتنينا مِنْهُ ماشينا)

(ليسق عهدكم عهد السرُور فَمَا ... كُنْتُم لأرواحنا إِلَّا رياحينا)

(لَا تحسبوا نأيكم عَنَّا يغيّرنا ... أَن طالما غيّر النأي المحبيّنا)

(وَالله مَا طلبت أَرْوَاحنَا بَدَلا ... مِنْكُم وَلَا انصرفت عنّا أمانينا)

(يَا ساري الْبَرْق غاد الْقصر فَاسق بِهِ ... من كَانَ صرف الْهوى والود يسقينا)

(وَيَا نسيم الصِّبَا بلّغ تحيّتنا ... من لَو على الْبعد حيّاً كَانَ يحيينا)

(ربيب ملكٍ كأنَّ الله أنشأه ... مسكاً وَقدر إنْشَاء الورى طينا)

(إِذا تأوّد آدته رفاهيةً ... تؤم الْعُقُود وأدمته البرى لينًا)

(يَا رَوْضَة طالما أجنت لواحظنا ... وردا جناه الصِّبَا غضّاً ونسرينا)

(يَا جنّة الْخلد أبدلنا بسلسلها ... والكوثر العذب زقّوماً وغسلينا)

(كأننا لم نبت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غضّ من أجفان واشينا)

(سرّان فِي خاطر الظلماء يكتمنا ... حَتَّى يكَاد لِسَان الصُّبْح يفشينا)

(إِنَّا قَرَأنَا الأسى يَوْم النَّوَى سوراً ... مَكْتُوبَة وأخذنا الصَّبْر تلقينا)

(أما هَوَاك فَلم نعدل بمنهله ... شرباً وَإِن كَانَ يروينا فيظمينا)

(لم نجف أفق جمالٍ أَنْت كوكبه ... سالين عَنهُ وَلم نهجره قالينا)

(وَلَا اخْتِيَارا تجنبناك عَن كثبٍ ... لَكِن عدتنا على كره عوادينا)

(نأسى عَلَيْك وَقد حثت مشعشعةً ... فِينَا الشُّمُول وغنّانا مغنّينا)

(ل أكؤس الراح تبدي من شَمَائِلنَا ... سِيمَا ارتياحٍ وَلَا الأوتار تلهينا)

(دومي على الْوَصْل مَا دمنا مُحَافظَة ... فالحرّ من دَان إنصافاً كَمَا دينا)

)

(فَمَا استعضنا خَلِيلًا عَنْك يصرفنا ... وَلَا استفدنا حبيباً مِنْك يسلينا)

(وَلَو صبا نحونا من علو مطلعه ... بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينا)

(أبدي وَفَاء وَإِن لم تبذلي صلَة ... فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا)

<<  <  ج: ص:  >  >>