(أروضة تَبَسم عَن زهر ... أم أكوس دارت من الْخمر)
(أم نظم مَوْلَانَا فَإِنِّي الَّذِي ... أعده من جملَة السحر)
(إِذْ كل حرف مِنْك شمس وَأَن ... سامحت قلت الْكَوْكَب الدُّرِّي)
(يَا فَاضلا مَا مشتهي نظمه ... فِي النَّاس إِلَّا قطع الزهر)
(وكاتباً أصبح من خطه ... يُغني عَن الخطية السمر)
(حللت مَا ألغزته فِي الَّذِي ... تجلوه لي فِي حبر الحبر)
(مَا فَاه بالنطق وَلكنه ... لَهُ فنون النّظم والنثر)
(يخبرنا عَمَّا مضى وانقضى ... وَمَا جرى فِي سالف الدَّهْر)
(لَا يكذب القَوْل إِذا مَا روى ... فقد حكى صدق أبي ذَر)
(وَعِنْده لِلْحسنِ ديباجة ... شَبيهَة بِاللَّيْلِ وَالْفَجْر)
(ذرت على كافوره مسكة ... لَيْسَ لَهَا نشر مَعَ النشر)
(كم أقسم الْبَارِي بِهِ مرّة ... مرت لنا فِي مُحكم الذّكر)
(يَا حسن مَا قد قلت يقري وَهل ... تعرف فِي الْأَيَّام من يقري)
(وَمَا قراه غير سمع الَّذِي ... يبثه باللب والفكر)
(هَذَا جَوَاب أَن تكن رَاضِيا ... بِهِ فيا عزى وَيَا فخري)
(وَإِن أكن أَخْطَأت فِي حلّه ... فأبسط على مَا اعتدته عُذْري)
(لَا زلت ترقى صاعداً فِي العلى ... إِلَى مَحل الأنجم الزهر)
وكتبت إِلَيْهِ عقيب ذَلِك السَّرِيع
(بلغك الله الْأَمَانِي فقد ... أطربني لغزك لما أَتَى)
(حلا وَقد كررت إنشاده ... وَكَيف لَا يحلو وَفِيه كتا)
وَكتب إِلَيّ أَيْضا وَنحن بالمخيم السلطاني على المنوفية الْكَامِل)
(طرق الصَّوَاب بك استبان سَبِيلهَا ... وَبِك استقام على السوَاء دليلها)
(كم خلة محمودة أوتيتها ... فِي المكرمات وانت أَنْت خليلها)
(مَا ملغز الْفَاء مِنْهُ كَلَامه ... وحروفه مَا شأنهن قليلها)
(لَا شَيْء يَحْجُبهُ وَكم من دونه ... من حَاجِب فعلاه تمّ أثيلها)
(إِن طَال مل وخيره يَا صَاح مَا ... قد طَال والنعماء طَابَ طويلها)
(وَإِذا أهل الْوَفْد من ميقاتهم ... طويت غمامته وَزَالَ ظليلها)
(كم أوضحُوا فرقا فأخفاه وَمَعَ ... هَذَا أبانته دنا تَعْجِيلهَا)