للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(كم قد أَصَابَت لمرمى ... وَلم يفتها مرام)

(أثنت عَلَيْك الْمعَانِي ... والكاتبون الْكِرَام)

(وقلدتك الْمَعَالِي ... إِذْ أَنْت فِينَا أَمَام)

(فَأَنت أشرف تَاج ... فِي فَضله لَا يرام)

(لَهُ على كل راس ... فَاء وضاد وَلَام)

فَكتب الْجَواب أَيْضا المجتث

(ألفاظك الغر أضحت ... بروقهن تشام)

(لأجل ذَلِك سحت ... من سحبهن ركام)

(فأحبس سيولك أَن الْبيُوت ... هذي الْخيام)

(مصر بهَا قد تحلت ... كَمَا تحلى الشَّام)

(عَنْهَا يقصر قس ... والسالفون الْكِرَام)

(أَمْثَالهَا سائرات ... وَمَا لَهُنَّ مقَام)

(بدورها طالعات ... لَهَا التَّمام لزام)

(وَفِي الْعشي اتتني ... مِنْهَا وُجُوه وسام)

(تعزى إِلَى الْعَرَب لما ... يرْعَى لَدَيْهَا الذمام)

)

(لَهَا الْعُيُون عُيُون ... وَالنُّون فِيهَا لثام)

(فَكُن خير سمير ... حَتَّى تقضى الظلام)

(وَكلما دَار دور ... من خمرها جَاءَ جَام)

(هَذَا جَوَاب جَوَاب ... قد كل فِيهِ الْكَلَام)

(فاستر لَهُ كل عَابَ ... إِذْ أَنْت فِينَا إِمَام)

نقلت من خطه فصلا كتبه فِي وصف يَوْم ماطر وَهُوَ مطر غامت لَهُ السَّمَاء وعامت الأَرْض لما كثر مِنْهُ المَاء ودامت بِهِ من الله الرَّحْمَة والنعماء وَغَابَتْ تَحت غمامه عين الشَّمْس فَمَا لَهَا إِشَارَة وَلَا إِيمَاء وتوالي كرمه إِلَى الرياض فَلهُ عِنْد كل ساف يَد بَيْضَاء إِلَّا أَن الأَرْض تغير حَالهَا وَاسْتقر فِي بطُون الأَرْض مَا أَرْسلتهُ جبالها فَتفرق فِي الأَرْض غدرانا وروت أَحَادِيثه السُّيُول عَن الحيا عَن الْبَحْر عَن جود مَوْلَانَا كَأَنَّمَا الأَرْض بِهِ سقيت فشفيت من باسها لَا بل كَأَنَّمَا أَبُو حَفْص هَذِه الْأمة استسقى الله بعباسها وأضحت فَاكِهَة الشتَاء كوجه المحبوب غير مملولة وَأمنت سحبه الْقُلُوب وَإِن كَانَت سيوف بروقها مسلولة وخمدت فِيهَا كل نَار قراك وَمَا غَابَتْ فِيهِ الشَّمْس وَنحن نرَاك وَمَا أطلق الْمَمْلُوك عنان الْقَلَم فِي هَذِه الْكَلم إِلَّا لما قيد نَفسه محبَّة فِي ذراك ونقلت من خطه مَا كتبه إِلَى القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فِي قصيدة الْكَامِل

<<  <  ج: ص:  >  >>