للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الطّيب فِي الْمنزلَة والرتبة وَكَانَ فَاضلا أديباً بارعاً عَارِفًا باللغة وَالْأَدب وَله أمالي أملاها بحلب روى عَن عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَابْن درسْتوَيْه وَأبي عبد الله الْكرْمَانِي وَأبي بكر الصولي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْعَرُوضِي وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن عَليّ بن أُسَامَة الْحلَبِي وَأَخُوهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد وَأَبُو الْفرج الببغّاء وَأَبُو الْخطاب ابْن عون الحريري وَالْقَاضِي أَبُو طَاهِر صَالح بن جَعْفَر الْهَاشِمِي وَاخْتلف فِي وَفَاته فَقيل سنة سبعين وثلاثمائة أَو إِحْدَى وَسبعين وَقيل سنة سبع وَسبعين وعمره تسعون سنة وَمن شعره قَوْله

(أحقّاً أنّ قاتلتي زرود ... وأنّ عهودها تِلْكَ العهود)

(وقفت وَقد فقدت الصَّبْر حَتَّى ... تبيّن موقفي أنّي الفقيد)

(وشكّت فيّ عذالي فَقَالُوا ... لرسم الدَّار أيّكما العميد)

وَمِنْه

(أَمِير العلى إِن العوالي كواسب ... علاءك فِي الدُّنْيَا وَفِي جنَّة الْخلد)

(يمرُّ عَلَيْك الْحول سَيْفك فِي الطلى ... وطرفك مَا بَين الشكيمة واللّبد)

(ويمضي عَلَيْك الدَّهْر فعلك للعلى ... وقولك للتقوى وكفّك للرفد)

قَالَ ابْن عون الحريري النَّحْوِيّ دخلت على أبي الْعَبَّاس النامي فَوَجَدته جَالِسا وَكَأن رَأسه الثغامة الْبَيْضَاء وَفِيه شَعْرَة وَاحِدَة سَوْدَاء فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي فِي رَأسك شَعْرَة سَوْدَاء فَقَالَ نعم هَذِه بَقِيَّة شَبَابِي وَأَنا أفرج بهَا ولي فِيهَا أشعار فَقلت أنشدنيها فأنشدي

(رَأَيْت فِي الرَّأْس شَعْرَة بقيت ... سَوْدَاء تهوى الْعُيُون رؤيتها)

(فَقلت للبيض إِذْ تروّعها ... بِاللَّه إلاّ رحمت غربتها)

)

(فقلَّ لبث السَّوْدَاء فِي وطنٍ ... تكون فِيهِ الْبَيْضَاء ضرّتها)

ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الْخطاب بَيْضَاء وَاحِدَة تروّع ألف سَوْدَاء فَكيف حَال سَوْدَاء بَين ألف بَيْضَاء

وَله مَعَ المتنبي وقائع ومعارضات فِي الأناشيد وَمن شعره

(أَتَانِي فِي قَمِيص اللاذ يسْعَى ... عدوٌّ لي يلقّب بالحبيب)

(وَقد عَبث الشَّرَاب بمقلتيه ... فصيّر خدّه كَسَنا اللهيبِ)

(فَقلت لَهُ بِمَا استحسنت هَذَا ... لقد أَقبلت فِي زِيّ عَجِيب)

(أحمرة وجنتيك كستك هَذَا ... أم أَنْت صبغته بِدَم الْقُلُوب)

(فَقَالَ الشَّمْس أَهْدَت لي قَمِيصًا ... بلونٍ قد حكى شفق الْغُرُوب)

<<  <  ج: ص:  >  >>