المشتاق ديوَان كَامِل فِي المدائح النَّبَوِيَّة
وسفرة السفرة ودمعة الباكي ويقظة الساهر وقرأتهما عَلَيْهِ ونفخة الرَّوْض وَغير ذَلِك ونظم كثيرا من القصائد والأراجيز والمقطعات والدوبيت والموشح والبلّيق والزجل وَأَنْشَأَ كثيرا من التقاليد والمناشير والتواقيع ومكاتبات الْمُلُوك وَغير ذَلِك وَسمعت من لَفظه غَالب مَا أنشاه وَكتب قدامي كثيرا من التواقيع الحفلة من رَأس الْقَلَم وترسلّ كثيرا وَأَنا أرَاهُ من رَأس الْقَلَم عَن الدولة وَعَن نَفسه إِلَى إخونه فَيَأْتِي بِمَا يبهر الْعُقُول لم أر لأحد قدرته على ذَلِك كتبت إِلَيْهِ ملغزاً فِي نجمٍ
(يَا سيداً أقلامه لم تزل ... تهدي لآلي النّظم والنثر)
(قل لي مَا اسْم لم يزل قلبه ... معذّباً بالبيض والسّمر)
(وَكله فِي الأَرْض أَو فِي السما ... وَثلثه يسبح فِي الْبَحْر)
فَكتب الْجَواب عَن ذَلِك
(دمت خليلي سَائِر الذّكر ... مثل الَّذِي ألغزت فِي الْقدر)
(بعثتها نجميّةً قد حلت ... لَكِنَّهَا من سكّر الشُّكْر)
(تطلع بِالنَّجْمِ فَأَما الَّذِي ... فِي مطمح الزهر أَو الزّهر)
(عجبت مِنْهُ كَيفَ شقّ الدجى ... وَمَا أَتَى إِلَّا مَعَ الْفجْر)
(من صَنْعَة البرّ ولكنّه ... قد جَاءَنِي رَاحَة الْبَحْر)
(أأقسمت مِنْهُ قسما بَالغا ... بِالْفَجْرِ وَاللَّيْل إِذا يسر)
(لقد أغرت الغيد إِذْ لم تَجِد ... شبيهه فِي الْجيد والثغر)
(بِعقد درٍ مَا لَهُ قيمةٌ ... يَا حسنه للكوكب الدرّي)
)
(مسهّدٌ تذكى لَهُ مقلة ... مَقْلُوبَة كالنظر الشّزر)
(وَهُوَ إِذا حققت تَعْرِيفه ... عرفت مِنْهُ منزل الْبَدْر)
(بِوَاحِد عدّوا لَهُ سَبْعَة ... تقيس ذيل اللَّيْل بالشّبر)
(فاعذر أخي الْيَوْم إِن قصّرت ... بديهتي وَاقْبَلْ لَهَا عُذْري)
(فَلَيْسَ بالألغاز لي عَادَة ... وَلَا غزا فِي جيشها فكري)
وكتبت إِلَيْهِ مَعَ ضحايا
(أيا سيداً أَرْجُو دوَام ظلاله ... علينا وَأَن يُمْسِي بخيرٍ كَمَا يُضحي)
(وحقك مَا هذي ضحايا بعثتها ... ولكنني سقت الأعادي إِلَى الذّبْح)
فَكتب الْجَواب عَن ذَلِك
(أَتَتْنِي ضحاياك الَّتِي قد بعثتها ... لتصبح كالأعداء فِي بكرَة الْأَضْحَى)