للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شمس الدّين)

آقسنقر أَمِير جاندار وَتوجه إِلَيْهِ إِلَى حلب ووصلا إِلَى دمشق فِي بكرَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلما عَاد شمس الدّين آقسنقر أعطَاهُ خَمْسَة عشر فرسا مِنْهَا خَمْسَة عربيات بسروجها ولجمها وكنابيشها وَأحد عشر إكديشاً وَجَارِيَة بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَقيل جاريتان وَأَرْبَعين ألف دِرْهَم وَمِائَة قِطْعَة قماش والتشريف الَّذِي لبسه لنيابة الشَّام بالكلوتة والطرز والحياصة وَالسيف المحلّي وَألف اردب من مصر وَكَانَ قد أعطَاهُ فِي حلب ألف وَخَمْسمِائة دِينَار وَغير ذَلِك وَكَانَ قد شَرط لَهُ كلّ شفاعةٍ يشفعها يمضيها لَهُ من حلب وَفِي الطَّرِيق وَإِلَى أَن توجه من دمشق وَأقَام فِي دمشق قَرِيبا من ثَلَاثَة أشهر وَلم يسْأَله فِي شَيْء من ولَايَة وعزل إلاّ أَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وقدّم إِلَيْهِ وَهُوَ فِي سوق الْخَيل نَصْرَانِيّ من الزبداني رمى مُسلما بِسَهْم نشّابٍ قَتله فَأمره بتفصيله فَقطعت يَدَاهُ من كَتفيهِ وَرجلَاهُ من فَخذيهِ وحزّ رَأسه وحملت أعضاؤه على أَعْوَاد وطيف بهَا فارتعب النَّاس لذَلِك فَقلت

(لله أرغون شاهٍ ... كم للمهابة حصّل)

(وَكم بِسيف سطاه ... من ذِي ضلالٍ تنصّل)

(ومجمل الرعب خلّى ... بعض النَّصَارَى مفصّل)

وَلم ينل أحد من السَّعَادَة فِي نِيَابَة دمشق مَا ناله وَلَا حصّل مَا حصله من المماليك والجواري وَالْخَيْل والجواهر والأمتعة والقماش وَلَا تمكن أحد من النّواب تمكنه كَانَ يكْتب إِلَى مصر بكلّ مَا يُرِيد فِي حلب وطرابلس وحماة وصفد وَسَائِر ممالك الشَّام من نقل وإضافةٍ وإمساك وَنقل إقطاعات وَغَيرهَا فَلَا يردّ فِي شَيْء ممّا يَكْتُبهُ وَلَا يُخَالف فِي جليل وَلَا حقير إِلَى أَن زَاد الْأَمر وأفرط هُوَ فِي مُعَارضَة الْقُضَاة الْأَرْبَع وعاكسهم وثقلت وطأته على النَّاس إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين ألجيبغا نَائِب طرابلس فِي لَيْلَة يسفر صباحها عَن يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشْرين شهر ربيع الأول سنة خمسين وَسَبْعمائة فاتفق فِي اللَّيْل هُوَ والأمير فَخر الدّين أياز السِّلَاح دَار وَجَاءُوا إِلَيْهِ إِلَى بَاب الْقصر الأبلق وَهُوَ بِهِ مُقيم فدقّا الْبَاب الثُّلُث الْأَخير وازعجاه وَكَانَ كلما خرج طواشٍ أمسكاه وَسمع هُوَ الْغَلَبَة فَأنْكر ذَلِك فَخرج وَبِيَدِهِ سيف بتخفيفةٍ وسرموزة فَلَمَّا رآهما سالّم نَفسه وَقَالَ يَا أُمَرَاء انْقَضى شغلكم فأمسكاه وَأَرَادَ يدْخل ليلبس قبَاء فألبسه الْأَمِير فَخر الدّين قباءه وتوجها بِهِ إِلَى دَار الْأَمِير فَخر الدّين أياز وقيّداه بقيدٍ ثقيل إِلَى الْغَايَة وَنقل إِلَى زَاوِيَة المنيبع ورسّم عَلَيْهِ الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا القاسمي فَأَقَامَ هُنَاكَ يَوْم)

الْخَمِيس إِلَى الْعشَاء الْآخِرَة فَدخل مَمْلُوكه الَّذِي يَخْدمه فَوَجَدَهُ مذبوحاً وَفِي يَده السكين فَوقف عَلَيْهِ بنائب الحكم والعدول وَكتب بذلك مَكْتُوب شَرْعِي وجهزّ صُحْبَة سَيْفه على يَد الْأَمِير سيف الدّين تِلْكَ أَمِير علم إِلَى الديار المصرية وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَقلت أَنا فِيهِ تعجبت من أرغون شاه وطيشه الَّذِي كَانَ مِنْهُ لَا يفِيق وَلَا يعي

(وَمَا زَالَ فِي سكر النِّيَابَة طافحاً ... إِلَى حِين غاضت نَفسه فِي المنيبع)

<<  <  ج: ص:  >  >>