(يخرّون للأذقان عِنْد سَمَاعه ... كأنّهمُ من شيعَة وَهُوَ منتظَرْ)
(يلذّ بِهِ طول الحَدِيث لسامرٍ ... وَلَا يَعْتَرِيه من إطالته ضجرْ)
(بِهِ طُرَفٌ للطَرْف تجنى وعُقلَة ... لعاقِل ركبٍ قد سبقن إِلَى سفرْ)
(هِيَ البدرُ فاسمع مَا تَقول فإنّه ... غريبٌ وحدّثْ بالرواية عَن قمرْ)
وَكتب على لِسَان سيف الدّين مقلد بن الْكَامِل بن شاور إِلَى الْملك الْأَشْرَف وَكَانَ أَبْطَأَ عَلَيْهِ عطاؤه رقْعَة مضمونها يقبل الأَرْض بَين يَدي الْملك الْأَشْرَف أعز الله نَصره وَشرح بِبَقَائِهِ نفس الدَّهْر وصدره وَيُنْهِي أَنه وصل إِلَى بَاب مَوْلَانَا كَمَا قَالَ المتنبي من الْبَسِيط
(حَتَّى وصلتُ بنفسٍ مَاتَ أكثرُها ... وليتني عشتُ مِنْهَا بِالَّذِي فضلا)
ويرجو مَا قَالَه فِي الْبَيْت الْأَخير
(أَرْجُو نداك وَلَا أخْشَى المِطالَ بِهِ ... يَا مَنْ إِذا وهب الدُّنْيَا فقد بَخِلا)
فَأعْطَاهُ صلَة سنيةً وَقرر لَهُ جامكيةً وَأحسن قراه ورتب لَهُ كَفاهُ وَكتب إِلَى القَاضِي بدر الدّين السنجاري فِي صدر مُكَاتبَة من الْبَسِيط
(لَوْلَا مواعيدُ آمالٍ أعيش بهَا ... لمت يَا أهل هَذَا الْحَيّ من زمن)
)
(وَإِنَّمَا طرف آمالي بِهِ مرح ... يجْرِي بوعد الْأَمَانِي مُطْلَقَ الرسن)
وَمن شعره من الْكَامِل
(ليلِي كشَعْر مُعَذِِّبي مَا أطْوَلَهْ ... أخفْى الصباحَ بفرْعِه إِذْ أسبلَهْ)
(وأنار ضوء جَبينه فِي شعره ... كالصبح سلًّ عَن الدياجي مُنصُلهْ)
(قَصصي بنملِ عذاره مكتوبةٌ ... يَا حُسْن مَا خطَّ الجمالُ وأجملهْ)
(وَالله لَا أهملتُ لامَ عذاره ... يَا عاذلي مَا كلُّ لامٍ مُهْملَهْ)
(اقْرَأ على قلبِي سبا فِي حُبّه ... والذاريات لمدمَعٍ قد أهملهْ)
(آيَات تَحْرِيم الْوِصَال أظنها ... ب طَلَاق أَسبَاب الْحَيَاة مرتلهْ)
(مَا هامت الشُّعَرَاء فِي أَوْصَافه ... إِلَّا وفاطِر حُسنه قد كملهْ)
(ثَبت الغرامُ بحاكمٍ من حُسنه ... وَشَهَادَة الْأَلْفَاظ وَهِي معدَّلهْ)
(كم صادَ من صادٍ بعينٍ دونهَا ... أسيافُ لحظٍ فِي الجفون مُسلَّلهْ)
(إِن أبعَدتَه يدُ النَّوَى عَن ناظري ... فَلهُ بقلبي إِن ترحَّل منزِلَهْ)
(بالعاديات قد اعْتدى عَنَّا ضحى ... وبدا لَهُ فِي كل قلب زلزله)
(شمس النُّفُوس لبيتنه قد كُورِّت ... وَالنَّار فِي الأحشاء مِنْهُ مُشْعَلهْ)
وَقَالَ رَحمَه الله ركبني دين فَوق عشرَة آلَاف دِرْهَم وَبقيت مِنْهُ فِي قلق فَرَأَيْت فِي النّوم