(يَا مانعي لذَّةَ الدُّنْيَا بأجمعها ... إنّي لَيُقنعني من وَجهك النظرُ)
وَقَالَ فِيهَا من الْكَامِل
(أسعيدُ قد أَعْطَيْتنِي أضحيَّةً ... مكثَتْ زَمَانا عنْدكُمْ مَا تُطْعَمُ)
(نضواً تغامزَتِ الكلابُ بهَا وَقد ... شدّوا عَلَيْهَا كي تَمُوت فيولموا)
(فَإِذا المَلا ضحكوا بهَا قَالَت لَهُم ... لَا تهزأوا بِي وارحموني تُرْحَموا)
(مرّت على علَفٍ فَقَامَتْ لم تَرِمْ ... عَنهُ وغنّت والمدامعُ تسجم)
(وَقف الْهوى بِي حَيْثُ أَنْت فَلَيْسَ لي ... مُتأخَّرٌ عَنهُ وَلَا مُتقدَّمُ)
وَقَالَ فِيهَا أَيْضا من المنسرح
(شاةُ سعيدٍ فِي أمرهَا عِبرُ ... لما أتتْنا قد مسّها الضررُ)
(وهْي تُغَنّي من سوء حالتها ... حَسْبي بِمَا قد لقيتُ يَا عُمَرُ)
(مرّت بقَطْفٍ خضرٍ يُنَشِّرُها ... قومٌ فظنّت بأنّها خُضَرُ)
(فأقبلتْ نَحْوهَا لتأكلها ... حَتَّى إِذا مَا تبيَّن الخبرُ)
(وأبدلتها الظنون من طَمَعٍ ... يأساً تغَنَّت والدمعُ ينحدرُ)
(كَانُوا بَعيدا فَكنت آمُلُهم ... حَتَّى إِذا مَا تقربّوا هجروا)
وَقَالَ أَيْضا من الْخيف)
(لسعيدٍ شُوَيْهةٌ ... سَلَّها الضُّرُّ والعجَفْ)
(قد تغنّت وأبصرت ... رجلا حَامِلا عَلَفْ)
(بِأبي مَنْ بكفّه ... بُرْءُ دائي منَ الدنف)
(فَأَتَاهَا مطمِّعاً ... فأتّتْه لتعتلَفْ)
(فتولّى فَأَقْبَلت ... تتغنّى من الأسفْ)
(ليته لم يكن وقفْ ... عذب القلبَ وَانْصَرف)
وَمِمَّا قَالَ فِي الطيلسان الَّذِي وهبه إِيَّاه ابْن حَرْب من الْبَسِيط
(يَا طيلسانَ ابْن حربٍ قد هممتَ بِأَن ... تودي بجسمي كَمَا أودى بك الزمنُ)
(مَا فِيك من مَلْبَسٍ يُغْني وَلَا ثمن ... قد أوهنتْ حيلتي أركانُك الوُهُنُ)
(فَلَو تراني لَدَى الرفّاء مرتبطاً ... كأنّني فِي يَدَيْهِ الدهرَ مُرْتهنُ)
(أَقُول حِين رَآنِي النَّاس ألزَمُهُ ... كأنّما لي فِي حانوته وطنُ)
(مَن كَانَ يسْأَل عنّا أَيْن منزلُنا ... فالأقحوانةُ منا منزلٌ قَمِنُ)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْكَامِل المرفل