وَقَالَ لَهُ رجل يَوْمًا ضَاعَ معروفي عنْدك قَالَ لِأَنَّهُ جَاءَ من غير محتسب ثمَّ وَقع عِنْد غير شَاكر وَكَانَ أشعب لَا يغيب عَن طَعَام سَالم بن عبد الله بن عمر فاشتهى سَالم يَوْمًا أَن يَأْكُل)
مَعَ نَبَاته فَخرج إِلَى بُسْتَان فخبر أشعب بالقصة فاكترى جملا بدرهم فَلَمَّا حَاذَى حَائِط الْبُسْتَان وثب عَلَيْهِ فَصَارَ عَلَيْهِ فَغطّى سَالم بَنَاته بِثَوْبِهِ وَقَالَ بَنَاتِي فَقَالَ أشعب إِنَّك لتعلم مَا لنَا فِي بناتِك من حقّ وإنّك لتعلم مَا نُرِيد وَيُقَال إِن أم أشعب بَغت فَضربت وحلقت وحملت على عير يُطَاف بهَا وَهِي تَقول من رَآنِي فَلَا يَزْنِين فَأَشْرَفت عَلَيْهَا ظريفة من أهل الْمَدِينَة فَقَالَت لَهَا إِنَّك إِذا لمطاعة نَهَانَا الله عَنهُ فَمَا قبلنَا ندعه لِقَوْلِك وَقَالَ يَوْمًا رجل لأشعب مَا بلغ من طعمك فَقَالَ مَا سَأَلتنِي عَن هَذَا إِلَّا وَقد خبأت لي شَيْئا تُعْطِينِي إِيَّاه
وَقيل هُوَ من موَالِي عُثْمَان وَقيل وَلَاؤُه لسَعِيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي وَقيل هُوَ مولى فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن وَقيل مولى ابْن الزبير وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وَولد سنة تسع من الْهِجْرَة فعمر دهراً طَويلا وَامْرَأَته بنت وردان الَّذِي بني قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين هدم الْوَلِيد بن عبد الْملك الْمَسْجِد على يَد عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ أشعب قد تعبد وَقَرَأَ الْقُرْآن وتنسك وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ رُبمَا صلى بهم فِي الْمَسْجِد وَهُوَ خَال الْوَاقِدِيّ وَقد أسْند عَن أبان وَغَيره وَقد روى عَنهُ غياث بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي ومعدي بن سُلَيْمَان وَأَبُو لبَابَة وَعُثْمَان بن فائد