للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقمارها وتمت وعوارفه الَّتِي نمت أزهارها ففاحت شذىً ونمت وأياديه الَّتِي قادت الألطاف إِلَى حرمنا وزمت ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة مهد الْإِيمَان قَصدهَا وجدد الإيقان عهدها وشيد الإدمان مجدها وأيد الْبُرْهَان رشدها ونشهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي هدى بِهِ الْأمة وَبَدَأَ بِهِ الْأُمُور المهمة وجلا بأنوار بعثته من الْكفْر الدياجي المدلهمة وَنفى بإبلاغ رسَالَته ثُبُوت كل ثبور وألم كل ملمة صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين تلألأت أنوارهم وتوضحت فِي آفَاق الْمَعَالِي أقمارهم وتوشحت بلآلي السِّيَادَة أزهارهم وتفتحت للسعادة بصائرهم وأبصارهم صَلَاة ظلال رضوانها مديدة وخلال غفرانها عديدة مَا افتر ثغر صبح فس لعس ظلام واهتز فِي الْحَرْب قد رمح وتورد بِالدَّمِ قد حسام وَسلم سَلاما كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَإِن ممالكنا الشَّرِيفَة مِنْهَا مَا هُوَ عالي المكانة داني الْمَكَان موفر الاستكانة موفى النِّعْمَة بالسكان موطأ الأكناف موطد الْأَركان موسع الأفنية موشع الأفنان قد جاور الأَرْض المقدسة وبرز رافلاً من خمائله فِي حلله المقدسة ونوه الذّكر بمحاسنه لما نوع الِاعْتِدَال خَيره وجنسه كم فِيهِ من كثيب رمل أوعس وحديقة إِذا بَكَى الْغَمَام عَلَيْهَا تَبَسم ثغر زهرها الألعس وَروض حكى الْقد الأملد قضيبه الأملس قد اكتنفه الْبر وَالْبَحْر وأحاطت بِهِ المحاسن إحاطة القلادة بالنحر وبرز بَين مصر وَالشَّام برزخا وَكَثُرت خيراته فَهُوَ لَا يزَال مهب رخاء الرخا وَإِلَى غَزَّة المحروسة ترجع هَذِه الضمائر وعَلى سرها تدل هَذِه الأمائر كَاد النَّجْم ينزل إِلَى أرْضهَا ليتنزه وَقصر وصف الواصف عَنْهَا وَلَو أَنه كثير وَهِي عزة وَكَانَت فِي وَجه الشَّام غرَّة فنقطها سَواد الْعين بإنسانه فَصَارَت غَزَّة وكفاها فخرا بِمَا يرْوى عَنْهَا أَن الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ مِنْهَا وَلما كَانَ الْمجْلس العالي الأميري وألقابه ونعوته من أَعْيَان هَذِه الدولة وَأَعْوَان هَذِه الْأَيَّام الَّتِي زانها الصون والصولة قد اتّصف بالحلم والباس والأناة والإيناس والمهابة الَّتِي طودها راسخ راس والشجاعة الَّتِي مرامها صَعب المراس طالما جرد مِنْهُ حساماً حمدت مضاربه وجهز فِي جَيش نَصره الله تَعَالَى على من يحاربه وأطلع فِي أفق مُهِمّ شرِيف أحدقت بِهِ كواكبه اقْتَضَت آراؤنا الشَّرِيفَة إعلاء رتبته وإدامة بهجته وسرور مهجته وتوفير حركته وَأَن نفوض إِلَيْهِ تقدمة الْعَسْكَر)

الْمَنْصُور بغزة المحروسة فَلذَلِك رسم بِالْأَمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الصَّالِحِي الْعِمَادِيّ أَن يسْتَقرّ فِي مَا أَشَرنَا إِلَيْهِ من ذَلِك اعْتِمَادًا على مَا علمناه من هممه واستناداً إِلَى مَا جربناه من شيمه واجتهاداً فِي وُقُوع اختيارنا الشريف عَلَيْهِ لما أحمدنا فِي الْإِخْلَاص ثُبُوت قدمه واعتقاداً فِي نهوضه بِهَذَا الْأَمر الَّذِي ألبسناه حلل نعمه وارتياداً لاحتفاله بِهَذَا المهم الَّذِي لَا يزَال طَائِعا طَائِفًا بحرمه فليستقر فِيمَا فوضناه إِلَيْهِ مُجْتَهدا فِي رضى الله تَعَالَى فَإِن ذَلِك أولى مَا نطق بِهِ اللِّسَان ورضى خواطرنا الشَّرِيفَة وَهُوَ مغدوق برضى الله الَّذِي أَمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان مُعْتَمدًا على طلب

<<  <  ج: ص:  >  >>