للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(طلبت بِمَاء فِي إِنَاء فَجَاءَنِي ... غُلَام بهَا صرفا فأوسعته زجرا)

)

(فَقَالَ هِيَ المَاء القراح وَإِنَّمَا ... تجلى لَهَا خدي فأوهمك الخمرا)

وَكتب إِلَيْهِ الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ

(لَا تضجرنكم كتبي وَإِن كثرت ... فَإِن شوقي أَضْعَاف الَّذِي فِيهَا)

(وَالله لَو ملكت كفي مسالمة ... من اللَّيَالِي الَّتِي حظي يحاكيها)

(لما تصرم لي فِي غير داركم ... عمر وَلَا مت إِلَّا فِي نَوَاحِيهَا)

فَكتب إِلَيْهِ الْملك الأمجد الْجَواب

(إِنَّا لتتحفنا بالأنس كتبكم ... وَإِن بعدتم فَإِن الشوق يدنيها)

(وَكَيف نضجر مِنْهَا وَهِي مذهبَة ... من وَحْشَة الْبَين لوعات نعانيها)

(فَإِن وصفتم لنا فِيهَا اشتياقكم ... فعندنا مِنْكُم أَضْعَاف مَا فِيهَا)

(سلوا نسيم الصِّبَا يهدي تحيتنا ... إِلَيْكُم فَهُوَ يدْرِي كَيفَ يهديها)

نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ

(طُوبَى لقيمنا أحنى على قمر ... يجلو براحته عَن وَجهه الكلفا)

(أَو درة كمنت فِي خدرها فغدا ... يفض باللطف عَن أنوارها الصدفا)

ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ

(أما هَوَاك وَإِن تقادم عَهده ... فشفيع وَجهك مَا زيال يجده)

(لَا تحسبن على التقاطع والنوى ... ينساك مشتاق تفاقم وجده)

(يهواك مَا هَب النسيم وحبذا ... نفح النسيم الحاجري وبرده)

(مَا كَانَ يُكَلف بالرياح صبَابَة ... لَوْلَا تجنيه وَلَوْلَا بعده)

(تسري إِلَيْهِ بصوعة من عقده ... إِن المنى فِيمَا تضمن عقده)

(مَاذَا الملام مَعَ الغرام وَفِي الحشا ... مِنْهُ لهيب هوى تضرم وقده)

(عَنهُ إِلَيْك بِهِ فَإِن ضلاله ... فِي الوجد لَو حاققت نَفسك رشده)

(أيروم عاذله المضلل رده ... عَن رَأْيه هَيْهَات خيب قَصده)

(مَاذَا عَلَيْهِ إِذا تضَاعف مَا بِهِ ... حَتَّى يعود وَقد تناهى حَده)

(إِن الْهوى طمع يُولد داءه ... أمل يقويه الجوى ويمده)

(فلكم تملك رق حر عنْوَة ... أَمْسَى وَأصْبح وَهُوَ فِيهِ عَبده)

)

(وبأيمن الْوَادي غزال أراكة ... أصبو إِلَيْهِ وَإِن تزايد صده)

(يختال والأغصان تعطفها الصِّبَا ... فتغار مِنْهُ إِذا تمايل قده)

<<  <  ج: ص:  >  >>