للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(رب رام لي بأحجار الْأَذَى ... لم أجد بدا من الْعَطف عَلَيْهِ)

فَقلت لَهُ تعطف عَلَيْهِم وهم يرمونك فَقَالَ اسْكُتْ لَعَلَّ الله يطلع على غمي ووجعي وَشدَّة فَرح هَؤُلَاءِ فيهب بَعْضنَا من بعض وَقَالَ عبد الله بن عبد الْكَرِيم كَانَ لبهلول صديق قبل أَن يجن فَلَمَّا أُصِيب بعقله فَارقه صديقه فَبينا بهْلُول يمشي فِي بعض طرقات الْبَصْرَة إِذا)

بصديقه فَلَمَّا رَآهُ صديقه عدل عَنهُ فَقَالَ بهْلُول

(ادن مني وَلَا تخافن غدري ... لَيْسَ يخْشَى الْخَلِيل غدر الْخَلِيل)

(إِن أدنى الَّذِي ينالك مني ... ستر مَا يتقى وَبث الْجَمِيل)

قَالَ الْفضل بن سُلَيْمَان كَانَ بهْلُول يَأْتِي سُلَيْمَان بن عَليّ فيضحك مِنْهُ سَاعَة ثمَّ ينْصَرف فَجَاءَهُ يَوْمًا فَضَحِك مِنْهُ سَاعَة ثمَّ قَالَ لَهُ عنْدك شَيْء نَأْكُل فَقَالَ لغلامه هَات لبهلول خبْزًا وجبناً فَأكل ثمَّ انْصَرف ثمَّ أَتَاهُ يَوْمًا آخر فَضَحِك مِنْهُ سَاعَة ثمَّ قَالَ هَل عنْدك شَيْء نَأْكُل فَقَالَ يَا غُلَام هَات لبهلول خبْزًا وَزَيْتُونًا فَأكل ثمَّ قَامَ لينصرف فَقَالَ لِسُلَيْمَان بن عَليّ يَا صَاحب إِن جِئْنَا إِلَى بَيتكُمْ يَوْم الْعِيد يكون عنْدكُمْ لحم قَالَ فَخَجِلَ وَجَاء إِلَى بعض أَشْرَاف الْكُوفَة فَقَالَ لَهُ أَتُرِيدُ أَن آكل عسلاً بسرقين قَالَ نعم قَالَ فَادع بهما فَدَعَا يهما فأمعن فِي أكل الْعَسَل وَحده فَقَالَ لَهُ الرجل قد نقضت الشَّرْط مَا لَك لَا تَأْكُل السرقين قَالَ هُوَ وَحده أطيب وعبث بِهِ الصّبيان يَوْمًا ففر مِنْهُم والتجأ إِلَى دَار بَابهَا مَفْتُوح فَدَخلَهَا وَصَاحب الدَّار قَائِم لَهُ ضفيرتان فصاح بِهِ مَا أدْخلك دَاري فَقَالَ يَا ذَا القرنين إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج مفسدون فِي الأَرْض وَسَأَلَهُ يَوْمًا عَليّ بن عبد الصَّمد الْبَغْدَادِيّ هَل أحدثت فِي رقة الْبشرَة شَيْئا فَقَالَ اكْتُبْ

(أضمر أَن أضمر حبِّي لَهُ ... فيشتكي إِضْمَار إضماري)

(رق فَلَو مرت بِهِ ذرة ... لخضبته بِدَم جاري)

فَقلت لَهُ أُرِيد أرق من هَذَا فَقَالَ

(أضمر أَن يَأْخُذ المراة لكَي ... ينظر تمثاله فأدناها)

(فَجَاز وهم الضَّمِير مِنْهُ ... إِلَى وجنته فِي الْهوى فأدماها)

فَقلت أُرِيد أرق من هَذَا أَيهَا الْأُسْتَاذ قَالَ نعم وَمَا أَظُنهُ اكْتُبْ

(شبهته قمراً إِذا مر مُبْتَسِمًا ... فكاد يجرحه التَّشْبِيه أَو كلما)

(وَمر فِي خاطري تَقْبِيل وجنته ... فسيلت فكرتي من عارضيه دَمًا)

فَقلت أُرِيد أرق من هَذَا فَقَالَ يَا ابْن الفاعلة أرق من هَذَا كَيفَ يكون رويدك لأنظر فَعَسَى طبخ فِي الْمنزل حريرة أرق من هَذَا وروى بَعضهم هَذِه الْوَاقِعَة لخَالِد الْكَاتِب وسوف تَأتي تَرْجَمَة خَالِد وَهِي أبسط من هَذَا)

<<  <  ج: ص:  >  >>