(وَلما رمى الرّوم المنيع بخيله ... وَمن دونه سد من الصخر عَاصِم)
(يروم عِقَاب الجو قطع عِقَابه ... إِلَيْهِ فَلَا تقوى عَلَيْهِ القوادم)
(غَدا وَهُوَ من وَقع السنابك ذَا ثرى ... تطأه فتستوطي ثراه المناسم)
(وَلما امتطت أَعْلَاهُ أَعْلَام جَيْشه ... وَفد لَاحَ فِيهَا للفلاح علائم)
(تراءت عُيُون الْكَافرين خلالها ... بروق سيوف صوبهن الجماحم)
(فَلم يثن عَنْهَا الطّرف خوفًا وحيرةً ... ومالت على كره إِلَيْهَا الغلاصم)
(وأبرزت الأَرْض الكمين وَقد علت ... عَلَيْهَا طيور للحمام حوائم)
(فَأَهوى إِلَيْهِم كل أجرد ضامر ... تطير بِهِ نَحْو الْهياج القوائم)
(يَخُوض الوغى لم تثنه اللجم راقصاً ... دلالاً وَيَغْدُو وَهُوَ فِي الدَّم عائم)
(وسالت عَلَيْهِم أَرضهم بمواكب ... لَهَا النَّصْر طوع وَالزَّمَان مسالم)
(أدارت بهم سوراً منيعاً مشرفا ... بسمر العوالي مَاله الدَّهْر هَادِم)
(من التّرْك أما فِي الْمعَانِي فَإِنَّهُم ... شموس وَأما فِي الوغى فضراغم)
(غَدا ظَاهرا بِالظَّاهِرِ النَّصْر فيهم ... يبيد اللَّيَالِي والعدى وَهُوَ دَائِم)
)
(فأهووا إِلَى لثم الأسنة فِي الوغى ... كَأَنَّهُمْ العشاق وَهِي المباسم)
(وصافحت الْبيض الصفاح رقابهم ... وعانقت السمر القدود النواعم)
(فكم حَاكم فيهم على ألف دارع ... غَدا حاسر وَالرمْح فِي فِيهِ حَاكم)
(وَكم ملك مِنْهُم رأى وَهُوَ موثق ... خَزَائِن مَا يحويه وَهِي غَنَائِم)
(توسوست السمر الدقاق فَأَصْبَحت ... لَهَا من رُؤُوس الدارعين تمائم)
(فيا ملك الْإِسْلَام يَا من بنصره ... على الْكفْر أَيَّام الزَّمَان قواسم)
(تهن بِفَتْح سَار فِي الأَرْض ذكره ... سرى الْغَيْث تحدوه الصِّبَا والنعائم)
(بذلت لَهُ فِي الله نفسا نفيسةً ... فوافاك لَا يثنيه عَنْك اللوائم)
(وَلما هزمت الْقَوْم أَلْقَت زمامها ... إِلَيْك الْحُصُون العاصيات العواصم)
(ممالك حاطتها الرماح فكم سرت ... على وَجل فِيهَا الرِّيَاح النواسم)
(تبيت مُلُوك الأَرْض وَهِي مُنَاهُمْ ... وَلَيْسَ بهَا مِنْهُم مَعَ الشوق حالم)
(ولولاك مَا أَوْمَأ إِلَى الْبَرْق ثغرها ... لغرة مثواه من الشَّام شائم)
(أَقمت لَهَا بِالْخَيْلِ سوراً كَأَنَّهُ ... أساور أضحت وَهِي فِيهَا معاصم)
(فَلَا زلت مَنْصُور اللِّوَاء مؤيداً ... على الْكفْر مَا ناحت وَأَنت حمائم)