للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقد خرج لَهُ السُّلْطَان فِي أمرائه وَأَوْلَاده إِلَى بِئْر الْبَيْضَاء يتلقاه فَلَمَّا قاربه ترجل لَهُ وَقبل رَأسه وضمه إِلَيْهِ وَبَالغ فِي إكرامه بَعْدَمَا كَانَ يَجِيء إِلَيْهِ أَمِير بعد أَمِير وَيسلم عَلَيْهِ ويبوس يَده وركبته رَاجِلا والأمير سيف الدّين قوصون جَاءَ إِلَى تلقيه إِلَى منزلَة الصالحية وَأما الإنعامات الَّتِي كَانَ يفيضها عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السّنة من الرمل فِي كل يَوْم وَإِلَى أَن خرج فِي مُدَّة تقَارب الْخمسين يَوْمًا فشيء خَارج عَن الْحَد وَلَقَد رَأَيْته وَهُوَ فِي الصَّيْد تِلْكَ السّنة بالصعيد وَقد جَاءَ إِلَيْهِ السُّلْطَان وقدامه المراء ملك تمر الْحِجَازِي ويلبغا اليحيوي والطنبغا المارداني وآقسنقر وَآخر أنسيته الْآن وعَلى يَد كل وَاحِد مِنْهُم طير من الْجَوَارِح فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير أَنا أَمِير شكارك وَهَؤُلَاء بازداريتك وَهَذِه طيورك فَأَرَادَ النُّزُول ليبوس الأَرْض فَمَنعه ثمَّ رَأَيْته بعيني يَوْم أمسك وَقيد والحداد يقيمه ويقعده أَربع مَرَّات والعالم واقفون أَمَامه فَكَانَ ذَلِك عِنْدِي عِبْرَة عَظِيمَة واحتيط على حواصله وأودع طغاي وجنغاي مملوكاه فِي القلعة وَبعد مُدَّة يسيرَة حضر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وطاجار الدوادار والحاج أرقطاي وتتمة عشرَة أُمَرَاء ونزلوا الْقصر الأبلق وَحَال وصولهم حلفوا الْأُمَرَاء وشرعوا فِي عرض حواصله وأخرجوا ذخائره وودائعه وَتوجه بشتاك إِلَى مصر وَمَعَهُ من مَاله ثَلَاث مائَة ألف وَسِتَّة وَثَلَاثُونَ ألف دِينَار مصرية وَألف ألف وَخمْس مائَة ألف دِرْهَم وجواهر بلخش أَحْجَار مثمنة وَقطع غَرِيبَة ولؤلؤ غَرِيب الْحبّ وطرز زركش وكلوتات زركش وحوايص ذهب بجامات مرصعة وأطلس وَغَيره من القماش مَا كَانَ جملَته ثَمَان مائَة حمل)

وَأقَام بعده برسبغا وَتوجه بَعْدَمَا استخلص من النَّاس وَمن بقايا أَمْوَال تنكز وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ ألف دِينَار وَألف ألف وَمِائَة ألف دِرْهَم وَأخذ مماليكه وجواريه وخيله المثمنة إِلَى مصر وَأما هُوَ فَإِنَّهُ جهز إِلَى إسكندرية وَحبس بهَا مُدَّة دون الشَّهْر ثمَّ قضى الله تَعَالَى فِيهِ أمره يُقَال إِن الْمُقدم إِبْرَاهِيم ابْن صابر توجه إِلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ وَمَات وَصلى عَلَيْهِ أهل الْإسْكَنْدَريَّة وقبره الْآن يزار ويدعى عِنْده رَحمَه الله تَعَالَى

(فَكَأَنَّهُ برق تألق بالحمى ... ثمَّ انطوى فَكَأَنَّهُ لم يلمع)

ثمَّ ورد مرسوم السُّلْطَان بتقويم أملاكه فَعمل ذَلِك بالعدول وأرباب الْخِبْرَة وشهود الْقيمَة وَحَضَرت بذلك محَاضِر إِلَى ديوَان الْإِنْشَاء لتجهز إِلَى السُّلْطَان فنقلت مِنْهُ مَا صورته دَار الذَّهَب بمجموعها واسطبلاتها سِتّ مائَة ألف دِرْهَم دَار الزمرد مِائَتَا ألف وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم دَار الزردكاش وَمَا مَعهَا مِائَتَا ألف وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم الدَّار الَّتِي بجوار جَامعه بِدِمَشْق مائَة ألف دِرْهَم الْحمام الَّتِي بجوار الْجَامِع مائَة ألف دِرْهَم خَان الْعَرَصَة مائَة ألف وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم اسطبل حكر السماق عشرُون ألف دِرْهَم الطَّبَقَة الَّتِي بجوار حمام ابْن يمن أَرْبَعَة آلَاف وَخمْس مائَة دِرْهَم قيسارية المرحليين مِائَتَا ألف وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم الفرن والحوش بالقنوات من غير أَرض عشرَة آلَاف دِرْهَم حوانيت التَّعْدِيل ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم الأهراء من اسطبل بهادر آص عشرُون ألف دِرْهَم خَان الْبيض وحوانيته مائَة ألف وَعشرَة آلَاف دِرْهَم حوانيت بَاب الْفرج خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم حمام القابون عشرُون ألف دِرْهَم حمام الْقصير الْعمريّ سِتَّة آلَاف دِرْهَم الدهشة وَالْحمام مِائَتَا ألف وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم بُسْتَان الْعَادِل مائَة ألف وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم

<<  <  ج: ص:  >  >>