للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(إِذا مَا أبرم الْمِقْدَار امراً ... رَأَيْت الصَّقْر من صيد الْحمام)

(وَهل يُرْجَى من الدُّنْيَا وَفَاء ... وَلم تطبع على رعي الذمام)

(إِذا ضَاقَتْ جوانحنا بهم ... توسعه بأنواع السقام)

(أقَال الله عثرتنا فَإنَّا ... رمانا الدَّهْر فِي شَرّ المرامي)

(ورد الله عقبانا لخير ... فقد أَمْسَى الزَّمَان بِلَا زِمَام)

(تنكر يَوْم تنكز كل عرف ... وسام الذل فِينَا كل سَام)

(وَمَال إِلَى الْمنية كل مولى ... وَحَام على الرزية كل حام)

(وأذهل يَوْمه الْأَلْبَاب حَتَّى ... كأنا فِيهِ صرعى بالمدام)

(بَكَيْت دمشق لما غَابَ عَنْهَا ... وأوحش أفقها بدر التَّمام)

(فيا تمزيق شَمل الْعدْل فِينَا ... وَيَا تَفْرِيق ذَاك الإنتظام)

(وَيَا لمصيبة بِدِمَشْق حلت ... شدائدها بأحداث عِظَام)

(فَم من مقلة للحزن تجْرِي ... مدامعها بأَرْبعَة سجام)

(رعاه الله من رَاع أَمِين ... أَنَام بعدله عين الْأَنَام)

(وكف حوادث الْأَيَّام عَنْهُم ... فَلم تطرق حماهم بانتقام)

(وَكَيف ينوبهم خطب ملم ... وناب الدَّهْر نَاب غير تَامّ)

(حنو زَاد فَقَالَ إفراط بر ... يسكن برده لَهب الضرام)

(وتدبير خلا عَن حَظّ نفس ... وناب الرعب فِيهِ عَن الحسام)

(ودست حكمه فِي دَار عدل ... تأيد بِالْمَلَائِكَةِ الْكِرَام)

(وَكم جَبَّار قوم ذِي عتو ... تهيب أَن يرَاهُ فِي الْمَنَام)

(يُسَاوِي عِنْده فِي الْعدْل بَين ال ... كرام الغر والسود اللئام)

(وهيبته سرت شرقاً وغرباً ... وشاعت عَنهُ فِي مصر وشام)

(يراع الْمغل فِي توريز مِنْهُ ... ويطرق أَرضهم فِي كل عَام)

(وَكم قطع الْفُرَات وصاد حَتَّى ... توغل فِي فضا تِلْكَ الموامي)

)

(إِذا مَا قيل هَذَا اللَّيْث وافى ... مضوا هربا كأمثال النعام)

(فرائسه فرائصها ترَاهَا ... دوامي لَا تزَال على الدَّوَام)

(وَلم نر قبله ليثاً أَتَتْهُ ... أفاعي الْقَيْد تنذر بالحمام)

(وَقد رقت لَهُ فتئن حزنا ... عَلَيْهِ فِي الْقعُود وَفِي الْقيام)

(أَلا فَاذْهَبْ سقيت أَبَا سعيد ... فقد روى زَمَانك كل ظام)

<<  <  ج: ص:  >  >>