فعلت أرتد عَن الْإِسْلَام وَضرب وُجُوه الْإِسْلَام بِالسَّيْفِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَام فَقبل ذَلِك مِنْهُ وخلفته بِالْمَدِينَةِ مُسلما
قَالَ ذَرْنِي من هَذَا إِن كنت تضمن لي أَن يزوجني عمر أبنته ويوليني الْأَمر بعده رجعت إِلَى)
الْإِسْلَام فضمنت لَهُ التَّزْوِيج وَلم أضمن الْأَمر
فَأَوْمأ إِلَى خَادِم بَين يَدَيْهِ فَذهب مسرعاً فَإِذا خدم قد جاؤوا يحملون الصناديق فِيهَا الطَّعَام فَوضعت ونصبت مَوَائِد الذَّهَب وصحاف الْفضة وَقَالَ لي كل فقبضت يَدي وَقلت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْأكل فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة فال نعم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَكِن نق قَلْبك وكل فِيمَا أَحْبَبْت
فَأكل فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة وأكلت فِي الخلبخ فَلَمَّا رفع بِالطَّعَامِ جئ بطساس الْفضة وأباريق الذَّهَب فَقَالَ إغسل يدك فأبيت وَغسل فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة وغسلت فِي الصفر
ثمَّ أَوْمَأ إِلَى خَادِم بَين يَدَيْهِ فَمر مسرعاً فَسمِعت حسا فَالْتَفت فَإِذا خدم مَعَهم كراسٍ مرصعة بالجوهر فَوضعت عشرَة عَن يَمِينه وَعشرَة عَن يسَاره ثمَّ سَمِعت حسا فَالْتَفت فَإِذا عشر جوارٍ قد أقبلن مضمومات الشُّعُور متكسرات فِي الْحلِيّ عَلَيْهِنَّ ثِيَاب الديباج وَلم أر قطّ وُجُوهًا أحسن مِنْهُنَّ فأقعدهن على الكراسي ثمَّ سَمِعت حسا فَالْتَفت فَإِذا جَارِيَة كَأَنَّهَا الشَّمْس حسنا على رَأسهَا تَاج على ذَلِك التَّاج طَائِر لم أر أحسن مِنْهُ وَفِي يَدهَا الْيُمْنَى جَام فِيهِ مسك وَعَنْبَر فتيت وَفِي يَدهَا الْيُسْرَى جَام فِيهِ مَاء وردٍ فأومأت إِلَى الطَّائِر أَو قَالَ صفرت بالطائر فَوَقع فِي جَام الماورد فاضطرب فِيهِ ثمَّ أَوْمَأت إِلَيْهِ فَوَقع فِي جَام الْمسك والعنبر فتمرغ فِيهِ ثمَّ أَوْمَأت إِلَيْهِ أَو قَالَ صفرت بِهِ فطار حَتَّى نزل على صَلِيب فِي تَاج جبلة فَلم يزل يرفرف حَتَّى نفض مَا فِي ريشه عَلَيْهِ فَضَحِك جبلة من شدَّة السرُور حَتَّى بَدَت أنيابه ثمَّ الْتفت إِلَى الْجَوَارِي اللواتي عَن يَمِينه فَقَالَ لَهُنَّ بِاللَّه أضحكننا فاندفعن يغنين بخفق عيدانهن وَيَقُلْنَ من الْكَامِل
(لله در عِصَابَة نادمتهم ... يَوْمًا بجلق فِي الزَّمَان الأول)
(يسقون من ورد البريص عَلَيْهِم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل)
(أَوْلَاد جَفْنَة حول قبر أَبِيهِم ... قبر ابْن مَارِيَة الْجواد الْمفضل)
(يغشون حَتَّى مَا تهر كلابهم ... لايسألون عَن السوَاد الْمقبل)
(بيض الْوُجُوه كَرِيمَة أحسابهم ... شم الأنوف من الطّراز الأول)
قَالَ فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه ثمَّ قَالَ أَتَدْرِي من قَائِل هَذَا قلت لَا قَالَ قَائِله حسان بن ثَابت شَاعِر رَسُول الله ص
ثمَّ الْتفت إِلَى الْجَوَارِي اللواتي عَن يسَاره فَقَالَ لَهُنَّ أبكيننا فاندفعن يغنين بخفق عيدانهن)
وَيَقُلْنَ من الْخَفِيف
(لمن الدَّار أقفرت بمعان ... بَين أَعلَى اليرموك فالجمان)