وَسُكُون النُّون وَبعدهَا زَاي وَبعد الْألف بَاء ثَانِيَة الْحُرُوف وَهِي الْمَرْأَة القصيرة الغليظة الْبَغْدَادِيّ نزيل مصر وزر أَبوهُ للمقتدر فِي السّنة الَّتِي قتل فِيهَا المقتدر وتقلد أَبُو الْفضل وزارة كافور الأخشيدي بِمصْر
وَحدث عَن مُحَمَّد بن هَارُون الْحَضْرَمِيّ وَالْحسن بن مُحَمَّد الداركي الْأَصْبَهَانِيّ وَمُحَمّد بن زُهَيْر الأبلي وَمُحَمّد بن حَمْزَة بن عمَارَة وَأبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر الخرائطي وَمُحَمّد بن سعيد الْحِمصِي وَجَمَاعَة
قَالَ الْخَطِيب كَانَ يذكر أَنه سمع من أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ مَجْلِسا وَلم يكن عِنْده وَكَانَ يَقُول من جَاءَنِي بِهِ أغنيته وَكَانَ يملي الحَدِيث بِمصْر
وبسببه خرج الدَّارَقُطْنِيّ إِلَى هُنَاكَ فَإِن ابْن ضزابة كَانَ يُرِيد أَن يصنف مُسْندًا فَأَقَامَ عِنْده مُدَّة وَحصل لَهُ مِنْهُ مَال كثير وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ أَحَادِيث
وَولد ابْن حنزابة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة وَمن شعره من الْبَسِيط
(من أخمل النَّفس أَحْيَاهَا وروحها ... وَلم يبت طاوياً مِنْهَا على ضجر)
(إِن الرِّيَاح إِذا اشتدت عواصفها ... فَلَيْسَ ترمي سوى العالي من الثَّمر)
قلت مَأْخُوذ من قَول أبي تَمام الطَّائِي من الْبَسِيط
(إِن الرِّيَاح إِذا مَا أعصفت قصفت ... عيدَان نجد وَلم يعبأن بالرتم)
وَرَأى جَعْفَر سِيبَوَيْهٍ الموسوس الْوَزير أَبَا الْفضل بن حنزابة بعد موت كافور وَقد ركب فِي)
موكب عَظِيم فَقَالَ مَا بَال أبي الْفضل قد جمع كِتَابه ولفق أَصْحَابه وحشد بَين يَدَيْهِ حجابه وشمر أَنفه وسَاق العساكر خَلفه أبلغه أَن الْإِسْلَام طرق أَو أَن ركن الْكَعْبَة سرق فَقَالَ لَهُ رجل هُوَ الْيَوْم صَاحب الْأَمر ومدبر الدولة
فَقَالَ يَا عجبا أَلَيْسَ بالْأَمْس نهب الأتراك دَاره ودكدكوا آثاره وأظهروا عواره
وهم الْيَوْم يَدعُونَهُ وزيرا ثمَّ قد صيروه أَمِيرا مَا عجبي مِنْهُم كَيفَ نصبوه بل عجبي كَيفَ تولى أَمر عدوهم ورضوه
قَالَ السلَفِي كَانَ ابْن حنزابة من الْحفاظ الثِّقَات المتبجحين بِصُحْبَة أَصْحَاب الحَدِيث مَعَ جلالة ورئاسة يروي ويملي بِمصْر فِي حَال الوزارة وَلَا يخْتَار على الْعلم وصحبة أَهله شَيْئا وَعِنْدِي من أَمَالِيهِ فَوَائِد وَمن كَلَامه على الحَدِيث وتصرفه الدَّال على حِدة فهمه ووفور علمه
وَقد روى عَنهُ حَمْزَة الْكِنَانِي الْحَافِظ مَعَ تقدمه
وَقَالَ غَيره إِن ابْن حنزابة بعد موت كافور وزر لأبي الفوارس أَحْمد بن عَليّ الأخشيذ فَقبض على جمَاعَة من أَرْبَاب الدولة وصادر يَعْقُوب بن كلس وَأخذ مِنْهُ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار فهرب إِلَى الْمغرب وَآل أمره إِلَى أَن وزر لبني عبيد
ثمَّ إِن ابْن حنزابة لم يقدر على رضى الأخشيدية فاختفى مرَّتَيْنِ ونهبت دَاره ثمَّ قدم أَمِير الرملة أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عبيد الله بن طغج وَغلب على الْأُمُور فصادر الْوَزير ابْن حنزابة وعذبه فنزح إِلَى الشَّام سنة ثَمَان وَخمسين ثمَّ أَنه بعد ذَلِك رَجَعَ إِلَى