حسن وَأَيْنَ مَا وَعَدتنِي بِهِ فَأَما إِذا اتَّصَلت بحروف الْجَرّ فَلَا تكْتب إِلَّا مَوْصُولَة نَحْو بِمَا وَلما وَفِيمَا وَمِمَّا وَعَما وَأما من فَكَذَلِك نَحْو بِمن وفيمن وَعَمن وَمِمَّنْ وَلمن وَأما لَا فقد كتبوها مَعَ كي مَوْصُولَة ومفصولة نَحْو كي لَا وَكيلا وَإِن اتَّصَلت بِأَن الناصبة للْفِعْل حذفت النُّون وادغمت فِي لَام لَا نَحْو أُرِيد أَلا تفعل كَذَا فَإِن كَانَت الْخَفِيفَة من أَن الثَّقِيلَة فصلت فِي مثل قَوْله تَعَالَى أَفلا يرَوْنَ أَن لَا يرجع إِلَيْهِم قولا طه فَأَما إِذا دخلت لَا على أَن الشّرطِيَّة فَالْأولى فصلها كَقَوْلِه تَعَالَى إِلَّا تفعلوه الْأَنْفَال وَقد كتبُوا لِئَلَّا جملَة وَاحِدَة وَهِي ثَلَاثَة أَلْفَاظ لَام كي وَأَن الناصبة وَلَا النافية لِأَن اللَّام لَا تقوم بِنَفسِهَا فوصلت بِأَن ووصلت أَن بِلَا لِأَنَّهَا ناصبة وكتبت همزتها يَاء للكسرة قبلهَا وادغموا النُّون فِي اللَّام وَأما اللَّام فَكل كلمة أَولهَا لَام وَدخلت آلَة التَّعْرِيف ادغمت فِيهَا لفظا واظهرت خطا نَحْو اللَّيْل وَاللَّحم واللجام وَقد كتبت المغاربة الَّيْلِ على رسم الْمُصحف وَلم يَسْتَعْمِلهُ أهل الْمشرق وَأما الَّذِي فَإِنَّهُم كتبوها بلام وَاحِدَة طلبا للاختصار لِكَثْرَة دورها بِخِلَاف اللَّذين مثنى الَّذِي واللتين مثنى الَّتِي لِأَنَّهُمَا أقل وقوعاً من الَّذِي وَالَّذين جمعا وَالَّتِي
تَنْبِيه لَا يكْتب الْمُضَاف فِي آخر السطر الأول ويبتدأ بالمضاف إِلَيْهِ فِي السطر الثَّانِي كَعبد الله وَأبي بكر والمغاربة يَفْعَلُونَ ذَلِك وَلَيْسَ بِحسن وأبلغ من هَذَا أَن يكتبوا الْكَلِمَة الْوَاحِدَة مفصولة الْحُرُوف فِي السطرين كالزاي وَالْيَاء وَالدَّال وَالْوَاو فِي السطر الأول آخرا وَالنُّون من تَتِمَّة زيدون فِي أول السطر الثَّانِي وَهُوَ أقبح من الأول
قَاعِدَة لَا تنقط الْقَاف وَلَا النُّون وَلَا الْيَاء إِذا وقعن أَوَاخِر الْكَلم برهانه أَن الأعجام إِنَّمَا أَتَى بِهِ للفارق فَإِن صُورَة الْبَاء وَالتَّاء والثاء والحاء وَالْخَاء وَالدَّال والذال متشابهة وَالْقَاف وَالنُّون وَالْيَاء آخر الْكَلِمَة لَا تشبهها صُورَة أُخْرَى أما إِذا وقعن فِي بعض الْكَلِمَات وَجب نقطهن لِأَن الْفَارِق بَطل
تذنيب رَأَيْت أَشْيَاخ الْكِتَابَة لَا يشكلون الْكَاف إِذا وَقعت آخرا وَلَا يكتبونها مجلسة أما إِذا وَقعت أَولا فِي بعض الْكَلِمَة حَشْوًا فَإِنَّهُم يجلسونها ويشكلونها بردة الْكَاف ورأيتهم لَا يجوزون فِي)
السطر الْوَاحِد أَكثر من ثَلَاث مدات فَأَما الْكَلِمَة نَفسهَا فَلَا يمدون فِيهَا إِلَّا بعد حرفين ويعدون ذَلِك كُله من لحن الْوَضع فِي الْكِتَابَة
تَتِمَّة جرت الْعَادة من قديم الزَّمَان وهلم جرا إِلَى هَذَا الزَّمَان باقتصار الْمُحدثين على الرَّمْز فِي حَدثنَا وَأخْبرنَا وَاسْتمرّ الِاصْطِلَاح عَلَيْهِ لِكَثْرَة دوره فِي الْكَلَام وَهُوَ حسن فيكتبون من حَدثنَا الثَّاء وَالنُّون وَالْألف فَيكون صُورَة مَا بِلَا نقط ويكتبون من أخبرنَا الْألف وَالنُّون وَالْألف فَيكون صُورَة أَبَا بِلَا نقط هَكَذَا فِي الِاثْنَيْنِ بالْعَطْف من الْألف وَلَا تكون إِلَّا مائلة بتدوير غير منتصبة على الاسْتوَاء وَلم يَكفهمْ هَذَا حَتَّى حذفوا قَالَ جملَة كَافِيَة إِذا وَقعت بَين فلَان وَبَين أخبرنَا وَبَعْضهمْ حذفهَا خطا ولفظاً وَالْأَحْسَن حذفهَا خطا واثباتها لفظا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute