الْكِنَانِي الشَّافِعِي شيخ المصريين الْمَعْرُوف بِابْن الْحداد ولد يَوْم وَفَاة الْمُزنِيّ قَالَ ابْن خلكان قَالَ صاحبنا عماد الدّين ابْن باطيش فِي كِتَابه الَّذِي وَضعه على الْمُهَذّب فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء أَنه كَانَ من أَعْيَان أَصْحَاب الْمُزنِيّ وَقَالَ الْقُضَاعِي فِي كتاب خطط مصر أَنه ولد فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ الْمُزنِيّ فَكيف يُمكن أَن يكون من أَصْحَابه انْتهى سمع من النَّسَائِيّ وَغَيره وجالس الْأَمَام أَبَا أسحق الْمروزِي لما قدم عَلَيْهِم وصنف كتاب الْفُرُوع فِي الْمَذْهَب وَهُوَ صَغِير دَقِيق الْمسَائِل شَرحه الْقفال الْمروزِي وَأَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ وَأَبُو عَليّ)
السنجي وَكَانَ ابْن الْحداد غواصا على الْمعَانِي محققاً كَبِير الْقدر لَهُ وَجه فِي الْمَذْهَب ولي الْقَضَاء والتدريس بِمصْر والملوك تعظمه وتحترمه وَكَانَ يتَصَرَّف فِي عُلُوم كَثِيرَة حج وَمرض فِي الرُّجُوع وَتُوفِّي يَوْم الثلثاء لأَرْبَع بَقينَ من الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثلث ماية عَاشَ تسعا وَسبعين سنة وَكَانَ كثير الصَّلَاة يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْأَرْبَعَاء أَبُو الْقسم ابْن الأخشيذ وكافور حضرا جنَازَته وَدفن بسفح المقطم وَكتابه الْمَعْرُوف بِفُرُوع ابْن الْحداد من أجل الْكتب وَلم يتَّفق للرافعي أَن ينْقل من كِتَابه شَيْئا كَأَنَّهُ لم يظفر بِهِ التِّرْمِذِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر الشَّافِعِي التِّرْمِذِيّ لم يكن فِي وقته للشَّافِعِيَّة مثله ورعاً وتقللا ورياسة سكن بغداذ وَحدث بهَا عَن يحيى الْمصْرِيّ ويوسف بن عدي وَكثير بن يحيى وَغَيرهم وروى عَنهُ أَحْمد بن كَامِل الشَّافِعِي وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة من أهل الْعلم وَالْفضل سُئِلَ عِنْد مَوته عَن حَدِيث النُّزُول فَأجَاب بِجَوَاب مَالك رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ مُحَمَّد بن مُوسَى بن حَمَّاد أَنه تقوت فِي سَبْعَة عشر يَوْمًا بِخمْس حبات أَو ثلث حبات فَقيل لَهُ كَيفَ عملت قَالَ لم يكن عِنْدِي غَيرهَا فأشتريت بهَا لفتا فَكنت آكل كل يَوْم وَاحِدَة وَقَالَ أَبُو أسحق الزّجاج النَّحْوِيّ أَنه كَانَ مجْرى عَلَيْهِ فِي كل شهر أَرْبَعَة دَرَاهِم وَكَانَ يَقُول تفقهت على مَذْهَب الْأَمَام أبي حنيفَة فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسْجِد الْمَدِينَة عَام حججْت فَقلت يرسول الله قد تفقهت بقول أبي حنيفَة افآخذ بِهِ قَالَ لَا قلت بقول مَالك بن أنس فَقَالَ خُذ مِنْهُ مَا وَافق سنتي قلت فآخذ بقول الشَّافِعِي فَقَالَ مَا بقوله إِلَّا أَنه أَخذ بِسنتي ورد عَليّ من خالفها قَالَ فَخرجت فِي أثر هَذِه الرُّؤْيَا إِلَى مصر وكتبت كتب الشَّافِعِي وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة مَأْمُون ناسك وَكَانَ يَقُول كتبت الحَدِيث تسعا وَعشْرين سنة ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ماتين وَقيل سنة عشر وماتين وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وماتين وَاخْتَلَطَ آخر عمره اختلاطا عَظِيما وَمَات وام يُغير شَيْبه وَهُوَ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب قَالَ محيي الدّين النَّوَوِيّ أَن أَبَا جَعْفَر جزم بِطَهَارَة شعر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد خَالف فِي هَذِه الْمَسْأَلَة جُمْهُور الْأَصْحَاب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute