نفضةً فقصقص مَتنه وبقر بَطْنه وَجعل يلغ فِي ذمه فذمَّرت أَصْحَابِي فَبعد لأيٍ مَا استقدموا فهجهجنا بِهِ فكرَّ مقشعراً بزبرةٍ كأنّ بهَا شيهماً حوليّاً فاختلج من دُوننَا رجلا أعجز ذَا حوايا فنفضه نفضةً تزايلت لَهَا مفاصله ثمَّ نهم فقرقر ثمَّ زفر فبربر ثز زأر فجرجر ثمَّ لحظ فزمجر فوَاللَّه لخلت الْبَرْق يتطاير من تَحت جفونه عَن شِمَاله وَيَمِينه فأرعشت الْأَيْدِي)
واصطكَّت الأرجل وأطَّت الأضلاع وارتجت الأسماع وَلَحِقت الْمُتُون بالبطون وشخصت الْعُيُون وَسَاءَتْ الظنون واحزألَّت الْمُتُون ثمَّ تبهنس وحلَّق ثمَّ حدّق وحملق فَإِذا لَهُ عينان سجراوان مثل وهج الشرر كَأَنَّمَا نقر بالمناقير عَن عرض حجر لَونه ورد وزئيره رعدٌ وجبهته عَظِيمَة وهامته شتيمة إِن استقبلته قلت أدرع وَإِن استدبرته قلت أقدع وَإِذا اللَّيْل اعرنكس تبغَّى وتحسَّ هوله شَدِيد وشرّه عنيد وخيره بعيد من قَاسم ظلم وَمن بارز حطم وَمن مَال غشم من الطَّوِيل
(عبوسٌ شموخ مطرخمٌّ مكابر ... جريء على الْأَعْدَاء للقرن قاهر)
(براثنه شثنٌ وَعَيناهُ فِي الدُّجى ... كجمر غضاً فِي وَجهه الشَّرُّ طَائِر)
(بدلُّ بأنياب حدادٍ كَأَنَّهَا ... إِذا قلّص الأشداق عَنْهَا حناجر)
فحبق أحد الْحَاضِرين فَقَالَ لَهُ عُثْمَان مَه رضَّ الله فَاك فَلَقَد رعَّبت الْمُسلمين هلاّ قلت كَمَا قَالَ بشر بن أبي عوَانَة الْأَسدي من الوافر
(أفاطم لَو شهِدت بِبَطن خبثٍ ... وَقد لَاقَى الهزبر أَخَاك بشرا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute