للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمن شعر حسّان رَضِي الله عَنهُ من الْكَامِل

(أسألت رسم الدَّار أم لم تسْأَل ... بَين الجوابي فالبضيع فحومل)

)

(فالمرج مرج الصفَّرين فجاسمٍ ... فديار لسمى درَّساً لم تحلل)

(أقرى فعطَّل مِنْهُم فَكَأَنَّهُ ... بعد البلى أَي الْكتاب الْمنزل)

(دمنٌ تعفَّتها الرِّيَاح دوارسٌ ... والمدجنات من السِّماك الأعزل)

(فالعين عانيةٌ تفيض دموعها ... لمنازلٍ درست وَإِن لم تؤهل)

(دارٌ لقومٍ قد أَرَاهُم مرّة ... فَوق الأعزّة عزُّهم لم ينْقل)

(لله در عِصَابَة نادمتهم ... يَوْمًا بجلق فِي الزَّمَان الأول)

(أَوْلَاد جَفْنَة حول قبر أَبِيهِم ... قبر ابْن مَارِيَة الْكَرِيم الْمفضل)

(يسقون منورد البريض عَلَيْهِم ... بردى يصفَّق بالرَّحيق السَّلسل)

(يسقون درياق المدام وَلم تكن ... تدعى ولائدهم لنقف الحنظل)

(يغشون حَتَّى مَا تهرّ قلابهم ... لَا يسْأَلُون عَن السوَاد الْمقبل)

(بيض الْوُجُوه كريمةٌ أحسابهم ... شمُّ الأنوف من الطّراز الأول)

(يَمْشُونَ لي الْحلق المضاعف نسجه ... مشي الْجمال إِلَى الْجمال البزَّل)

(والخالطون فقيرهم بغنيَّهم ... والمنعمون على الضَّعِيف المرمل)

(فَلَبثت أزماناً طوَالًا فيهم ... ثمَّ ادَّكرت كأنني لم أفعل)

(إِمَّا تري رَأْسِي تغيَّر لَونه ... شُمْطًا فاصبح كالثَّنام المخمل)

(فَلَقَد يراني الموعدي وكأنّني ... فِي قصر دومة أَو سَواد الهيكل)

(وَلَقَد شربت الْخمر فِي حانوتها ... صهباء صَافِيَة كطعم الفلفل)

(باكرت لذَّتها وَمَا ماطلتها ... بزجاجةٍ من خمر كرمٍ أهدل)

(يسْعَى عليَّ بكأسها متمنطقٌ ... فيعلُّني مِنْهَا وَإِن لم أنهل)

(إِن الَّتِي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل)

(كلتاهما حلب الْعصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصل)

(بزجاجة رقصت بِمَا فِي دنِّها ... رقص القلوص براكبٍ مستعجل)

(نسي أصيلٌ فِي الْكِرَام ومذودي ... يكوي مناسمه جنوب المصطلي)

(وفتى يحب الْحَمد يَجْعَل مَاله ... من دون وَالِده وَإِن لم يسْأَل)

(وَلَقَد تقلّدني الْعَشِيرَة أمرهَا ... فأطيق حمل المعضلات واعتلي)

)

(ويسود سيدنَا جحاجح سادةً ... ويصيب قائلنا سَوَاء الْمفصل)

<<  <  ج: ص:  >  >>