للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَتَاكُم سميُّ النَّبِي الْكَرِيم يُوسُف رب الحجى وَالْجمال

(فَذَاك يقطّع أَيدي النسا ... وَهَذَا يقطّع أَيدي الرِّجَال)

وَمِنْه من الْبَسِيط

(عِنْدِي إِلَيْكُم من الأشواق والبرحا ... مَا صيَّر الْجِسْم من بعد الضنى شبحا)

(أحبابنا لَا تظنّوا بِي سلوَّكم ... الْحَال مَا حَال والتبريح مَا برحا)

(لَو كَانَ يسبح صبُّ فِي مدامعه ... لَكُنْت ول من فِي دمعه سبحا)

(أَو كنت أعلم أَن الْبَين يقتلني ... مَا بنت عَنْكُم وَلَكِن فَاتَ مَا ذبحا)

وَمِنْه من الْكَامِل

(يَا ليل طرَّته وصبح جَبينه ... أنصرتماه وأنتما أضداد)

(بل يَا سنا برق الْجمال بثغره ... كَيفَ انخدعت فأحدقت بك صَاد)

أمبلبلي بفتون فَتْرَة طرفه النبال حسبي خدَّك الزرَّاد وَكَانَ العرقلة أَعور وَكَانَ يجلس على حَانُوت خياط بِدِمَشْق يعرف بِأبي الْحُسَيْن الْأَعْرَج وَكَانَ لَهُ طبعٌ فِي قَول الشّعْر فَقَالَ لَهُ العرقلة يَوْمًا يداعبه من الوافر

(أَلا قل للربيع أبي الْحُسَيْن ... أَرَانِي الله عَيْنك مثل عَيْني)

فَقَالَ الْأَعْرَج مجاوباً لَهُ من الوافر

(أَلا قل لِابْنِ كلب لَا ابْن عجل ... أَرَانِي الله رجلك مثل رجْلي)

فَخَجِلَ العرقلة وَانْصَرف عَنهُ وَقَالَ يُشِير إِلَى عوره من الْبَسِيط

(أَقُول وَالْقلب فِي همٍّ وتعذيب ... يَا كل يُوسُف أرْحم نصف يَعْقُوب)

وَقَالَ فِي مَحْبُوب لَهُ أَحول من المنسرح

(يَا لائمي هَل رَأَيْت أعجب من ... ذِي عورٍ هائم بِذِي حول)

(أقلُّ فِي عينه وَيكثر فِي ... عَيْني بضدِّ الْقيَاس والمثل)

)

(مَا آفتي غير ورد وجنته ... والورد لَا شكّ آفَة الْجعل)

(مهفهفٌ كالقضيب معتدل ... وَحكمه فيَّ غير معتدل)

قد ذقت مِنْهُ هجراً أمرَّ من الصّبر ووصلاً أحلى من الْعَسَل وَكَانَ قد سَافر إِلَى حلب فاتفق لَهُ أَن ذهبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ بهَا فَقَالَ من الطَّوِيل

(جفاني صديقي حِين أَصبَحت معدما ... وأخَّرني دهري وَكنت مقدّما)

(وسافرت جهلا فانعورت وَإِن أعد ... إِلَى سفرةٍ أُخْرَى قدمت على الْعَمى)

(وَكم من طيب قَالَ تبرا أَجَبْته ... كذبت وَلَو كنت الْمَسِيح بن مريما)

<<  <  ج: ص:  >  >>