للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبلتني الحمَّى فَقَالَ من الْخَفِيف

(قبلته الحمَّى ولي أتمنَّى ... قبْلَة مِنْهُ من زمانٍ طَوِيل)

(حَاجَة طالما تردَّدت فِيهَا ... قضيت للغريب قبل الْخَلِيل)

وَفِيه يَقُول من المجتث هَل لنا فرجةٌ إِلَيْك أبن يَا مفرَّج لامني فِيك معشرٌ هم إِلَى اللوم أحْوج كَيفَ لم يسبهم عذارك هَذَا المدرَّج وَكَانَ أَبُو عَليّ القرمطي قد وقَّع فِي آخر يومٍ من أَيَّام حَيَاته توقيعاً بِخَطِّهِ لم يفهم من ضعف يَده فاستثبت فِيهِ فبيَّنه ثمَّ قَالَ وَمَات من يَوْمه من الوافر

(رَأَوْا خطّي نحيلاً فاستدلّوا ... بِهِ منّي على جسمٍ نحيل)

(وَقد قوَّيت أسطره بجهدي ... وَلَكِن مَا اسْتَحَالَ من الذبول)

وَكَانَ أَبُو عَليّ قَصِيرا وَلَا يركب من الْخَيل إلاّ كلَّ جبَّارٍ فَكَانَ لَهُ كرسيٌ من خشبٍ لطيف يصعد عَلَيْهِ حَتَّى ينَال الْفرس فيركبه قَالَ صَاحب كتاب الْإِشْعَار بِمَا للملوك من النَّوَادِر والأشعار أنّ أَبَا عليٍّ الْحسن بن أَحْمد القرمطي قَالَ فِي بعض اللَّيَالِي لكَاتبه أبي نصر بن كشاجمٍ مَا يحضرك فِي هَذِه الشموع فَقَالَ إِنَّمَا نحضر مجْلِس السيّد لنسمع من كَلَامه ونستفيد من أدبه فَقَالَ القرمطي بديهاً من المتقارب

(ومجدولةٍ مثل صدر الْقَنَاة ... تعرَّت وباطنها مكتس)

(لَهَا فعلةٌ هِيَ روحٌ لَهَا ... وتاجٌ على هَيْئَة الْبُرْنُس)

(إِذا غازلتها الصَّبا حرَّكت ... لِسَانا من الذَّهَب الأملس)

(وَإِن رنقت لنعاسٍ عرا ... وقطَّت من الرَّأْس لم تنعس)

(وتنتج فِي وَقت تلقيحها ... ضِيَاء يجلي دجى الحندس)

(فَنحْن من النُّور فِي أسعدٍ ... وَتلك من النَّار فِي أنحس)

)

فَقَامَ أَبُو نصرٍ وقبَّل الأَرْض وَقَالَ من المتقارب

(وليلتنا هَذِه ليلةٌ ... تشاكل أشكال إقليدس)

(فيا ربَّة الْعود حثّي الْغِنَا ... وَيَا حَامِل الْعود لَا تجْلِس)

وَمن شعر القرمطي أَيْضا من الْبَسِيط

(إِنِّي وقومي فِي أَحْسَاب قَومهمْ ... كمسجد الْخيف فِي بحبوحة الْخيف)

(مَا علِّق السِّيف منّا بِابْن عاشرةٍ ... إِلَّا وهمَّته أمضى من السَّيف)

وَمِنْه من الْكَامِل

<<  <  ج: ص:  >  >>