(يَا ذَاهِبًا عظمت فِيهِ مصيباتي ... بأسهمٍ رشقت قلبِي مصيبات)
(قد كنت نجماً بأفق الْفضل ثمَّ هوى ... فاستوحشت مِنْهُ آفَاق السَّمَوَات)
(سبقت من بَات يَرْجُو قرب خالقه ... وَلم تزل قبلهَا سباق غايات)
(بَكَى الْغَمَام بدمع الْوَرق مذ عقدت ... حمائم البان من شجوي مناحات)
(وَلَطم الرَّعْد خد السحب وانتشرت ... ذوائب الْبَرْق حمراً فِي الدجنات)
(أَصمّ نعيك سَمْعِي عَن تحَققه ... وَهَان مَا لليالي من ملمات)
(جنحت فِيهِ إِلَى تَكْذِيب قَائِله ... تعللاً بالأماني المستحيلات)
(وكدت أَقْْضِي وَيَا لَيْت الْحمام قضى ... حسبي بِأَن الْأَمَانِي فِي المنيات)
(وَرَاح دمعي يجاري فِيك نطق فمي ... فالشان فِي عبراتي والعبارات)
(إِن أبدت الْوَرق فِي أفنانها خطباً ... فكم لوجدي وحزني من مقامات)
(جرحت قلبِي فأجريت الدُّمُوع دَمًا ... ففيض دمعي من تِلْكَ الْجِرَاحَات)
(لَو كنت تفدى رددنا عَنْك كل ردىً ... بأنفسٍ قد بذلناها نفيسات)
(فآه من أكؤسٍ جرعتها غصصاً ... وَقد تركت لنا فِيهَا فضالات)
(نسيت إِلَّا مساعيك الَّتِي بهرت ... عين الْمَعَالِي بأنوارٍ سنيات)
(ومكرماتٍ مَتى تتلى محامدها ... تعطر الْكَوْن من ريا الرِّوَايَات)
وَفضل حلم تخف الراسيات لَهُ وَعز علا السَّبع المنيرات
(وَكم مَنَاقِب فِي علمٍ وَفِي عملٍ ... أضحت أسانيدها فِينَا صحيحات)
)
مِنْهَا من الْبَسِيط
(فَأَيْنَ لطفك بِي إِن هفوةٌ عرضت ... كَأَنَّمَا حسناتي فِي إساءاتي)
(وَأَيْنَ فضلك إِن وافى أَخُو طلبٍ ... فيخجل الْغَيْث من تِلْكَ العطيات)
(نبكي عَلَيْك وَقد عوضت من كفنٍ ... ألبسته بثيابٍ سندسيات)
(وَمَا تلبثت فِي مثوى الضريح إِلَى ... أَن صرت مَا بَين أنهارٍ وجنات)