(أَو لَو أنَّ الْفِرَاق يقبل مني ... فِي اقتراب الدِّيار من مصر رشوه)
(يَا زَمَانا بِمصْر ولَّى حميدا ... هَل يُجيب الْإِلَه لي فِيك دَعوه)
فَكتب إليّ الْجَواب عَنْهَا تِسْعَة وَسِتِّينَ بَيْتا فِي وَزنهَا ورويِّها وَهِي
(أنسيم الصَّبا على الرَّوْض غدوه ... سحبت ذيلها على كلِّ ربوه)
(وسرى لطفها إِلَى الدَّوح فارتاح ... فكم رنَّحت معاطف سروه)
أم سقيط النَّدى على الْورْد كالياقوت إِذْ يَجْعَل اللآلىء حشوه
(أم تثني الغصون فِي حلل الزَّهر ... ساقاها السَّحاب كاسات قهوه)
(أم مسيل الْمِيَاه بَين رياضٍ ... بنضار الْأَصِيل أمست تموَّه)
(أم غناء الْحمام غرَّد فِي البان ... وأضحى بِهِ يرجِّع شدوه)
أم نُجُوم السَّمَاء زهر أم الْبَدْر منيرٌ أم مشرق الشَّمس ضحوه
(أَو وصال الحبيب بعد صدودٍ ... فَأتى ذَا لذا فأسرع محوه)
)
(أم بشير الْأمان من بعد خوفٍ ... لخليعٍ رأى الرَّبيع وزهوه)
أم حَدِيث العذيب يعذب فِي كل لاةٍ لمن تذكَّر لهوه
(أم كتابٌ قد جَاءَنِي من خليلٍ ... بارعٍ فالخليل لم ينح نَحوه)
(رحب باعٍ لرحبة الشَّام وافى ... ذَا وفاءٍ وعفةٍ وفتوَّه)
سامقٌ فَوق هضبة الْمجد والعز سبوقٌ لم يدْرك النَّاس شأوه
(ناظمٌ ناثرٌ بليغٌ بديعٌ ... ماهرٌ باهر الْمقَالة أفوه)
(حَيْثُ مَا حلَّ فِي الممالك حلَّى ... وَغدا وارداً من الْحَمد صَفوه)
(بعد حَوْلَيْنِ قد أَتَانِي فأهلا ... وحباني عذب الْكَلَام وحلوه)
(وعناني من بعد دارٍ وَلَكِن ... غصبته أَيدي الحواسد عنوه)
(وَأَرَادُوا خمول ذكري فغاروا ... مِنْهُ لَّما أَعلَى بذكري ونوه)
حجبوه عني فأظهره الله لعَيْنِي أتحجب الشَّمس هبوه قُمْت لله شاكراً ثمَّ حليتوقد حلَّ ساحتي كلّ حبوه
(غير أَنِّي رَأَيْت فِيهِ عتاباً ... مضرماً مَا بَين الجوانح جذوه)
(قَالَ أَنِّي بخلت بالودِّ كلّا ... مَا تعمَّدت إنِّما هِيَ سَهْوه)
وَرمى أسهماً تمزَّق ثوب الصَّبْر مِنْهَا وَمِنْه أمَّلت رفوه
(ألزم الذَّنب قبل ذنبٍ فأنصف ... وسل الْقلب هَل نوى عَنْك سلوه)
لم يكن شأني الصدود بِلَا جرم وحاشى لوجه ودِّي يشوَّه