فَقَالَ عبد الْملك أَفِي عبد الله تكلمني وَالله لقد دخل عليَّ فَمَا أَقَامَ لِسَانه لحناً فَقَالَ خَالِد أفعلى الْوَلِيد يعوَّل فَقَالَ عبد الْملك إِن كَانَ الْوَلِيد يلحن فَإِن أَخَاهُ سُلَيْمَان فَقَالَ خَالِد وَإِن كَانَ عبد الله يلحن فَإِن أَخَاهُ خَالِد فَقَالَ الْوَلِيد أسكت يَا خَالِد فوَاللَّه مَا تعدّ فِي العير وَلَا فِي النفير فَقَالَ خَالِد اسْمَع يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ أقبل على الْوَلِيد وَقَالَ وَيحك وَمن العير والنفير غَيْرِي أَبُو سُفْيَان صَاحب العير جدي وَعتبَة صَاحب النفير جدي وَلَكِن لَو قلت غنيمات وحبيلات والطائف ورحم الله عُثْمَان لقلنا صدقت قالشمس الدّين ابْن خلكان وَالْعير عير قُرَيْش الَّتِي أقبل بهَا أَبُو سُفْيَان من الشَّام فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهَا هُوَ وَالصَّحَابَة ليغنموها فَبلغ الْخَبَر أهل مَكَّة فَخَرجُوا ليدفعوا عَن العير وَكَانَ المقدَّم على الْقَوْم عتبَة بن ربيعَة فَلَمَّا وصلوا إِلَى الْمُسلمين كَانَت وقْعَة بدر وكل وَاحِد من أبي سُفْيَان وَعتبَة جد خَالِد
أما أَبُو سُفْيَان فَمن جِهَة أَبِيه وَأما عتبَة فَلِأَن ابْنَته هِنْد هِيَ أم مُعَاوِيَة جد خَالِد وَقَوله غنيمات وحبيلات إِشَارَة إِلَى أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما نفى الحكم بن أبي الْعَاصِ إِلَى الطَّائِف وَهُوَ جد عبد الْملك كَانَ يرْعَى الْغنم ويأوي إِلَى حبيلة وَهِي الكرمة وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى ولي عُثْمَان الْخلَافَة فَرده وَكَانَ الحكم عَمه وَيُقَال أَن عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أذن لَهُ فِي رده إِن أفْضى الْأَمر إِلَيْهِ قَالَ الزبير بن بكار كَانَ خَالِد وأخواه عبد الله وَعبد الرَّحْمَن من صالحي الْقَوْم جَاءَهُ رجل فَقَالَ لَهُ قد قلت فِيك بَيْتَيْنِ قَالَ فأنشدهما قَالَ على حكمي قَالَ نعم فأنشده من الطَّوِيل
(فَقلت فَمن مولاكما فتطاولا ... عليَّ وَقَالا خَالِد بن يزِيد)
فَأعْطَاهُ مائَة ألف دِرْهَم وروى خَالِد عَن أَبِيه وَعَن دحْيَة الْكَلْبِيّ وروى الزُّهْرِيّ عَنهُ ورجاء بن حَيْوَة والعباسبن عبد الله بن عباسٍ وَغَيرهم وروى لَهُ أَبُو دَاوُد قَالَ شهَاب الدّين أَبُو شامة كَانَ يتعصّب لأخوال أَبِيه كلبٍ يعينهم على قيس فِي حربٍ كَانَت بَين قيس عيلان وكلب وَقَالَ الزبير بن بكار فولد يزيدبن مُعَاوِيَة مُعَاوِيَة وخالداً وَأَبا سُفْيَان وأمهم أم هَاشم بنت هَاشم بن عتبَة بن ربيعَة يَعْنِي ابْنة خَالَة أَبِيه وَقَالَ عمِّي مُصعب زَعَمُوا انه هُوَ الَّذِي وضع ذكر السفياني وكثَّره وَأَرَادَ أَن يكون للنَّاس فيهم مطمع حِين غَلبه مَرْوَان بن الحكم على الْملك وتزوَّج أمه أم هَاشم وَكَانَت أمه تكنى بِهِ وَقَالَ مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ كَانَ يُقَال أَنه أصَاب)
علم الكيمياء قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا لم يَصح وداره بِدِمَشْق دَار الْحِجَارَة بَاب الدّرج شَرْقي الْمَسْجِد وَكَانَ أَخَوَاهُ مُعَاوِيَة وَعبد الرَّحْمَن وَهُوَ من صالحي الْقَوْم وَكَانَ خَالِد يَصُوم الأعياد كلهَا الْجُمُعَة والسبت والأحد وَكَانَ يُقَال ثَلَاثَة أَبْيَات من قُرَيْش توالت خَمْسَة خَمْسَة فِي الشّرف كل مِنْهُم أشرف أهل زَمَانه خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان بن حَرْب وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة وَعَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة