شرا والأنفري وَغَيرهم فَلَا يفرَّق بَين أَلْفَاظه وَأَلْفَاظهمْ ويرويها جلَّة الْعلمَاء لذَلِك الشَّاعِر الَّذِي نحله إيّاها فمّما نحله)
تأبَّط شرّاً وَهِي فِي الحماسة من الرمل
(إنّ بالشِّعب الَّذِي دون سلعٍ ... لقتيلاً دَمه لَا يطلُّ)
وَمِمَّا مَحَله الشّنفري القصيدة الْمَعْرُوفَة بلامية الْعَرَب وَهِي من الطَّوِيل
(أقِيمُوا بني أُمِّي صُدُور مطيِّكم ... فَإِنِّي إِلَى قومٍ سواكم لأميل)
وَقَالَ الرياشيّ سَمِعت الْأَخْفَش يَقُول وَلم ندرك أحدا أعلم بالشعر من خلف الْأَحْمَر والأصمعيّ قلت أيُّهما كَانَ أعلم قَالَ الأصمعيّ قلت لم قَالَ لِأَنَّهُ كَانَ أعلم بالنحو قَالَ خلف الْأَحْمَر أَنا وضعت على النَّابِغَة القصيدة الَّتِي مِنْهَا من الْبَسِيط
(خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ ... تَحت العجاج وَأُخْرَى تعلك اللُّجما)
وَقَالَ أَبُو الطّيب اللّغويّ كَانَ خلف الْأَحْمَر يصنع الشّعْر وينسبه إِلَى الْعَرَب فَلَا يعرف ثمَّ نسك وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن كلّ يَوْم وَلَيْلَة وبذل لَهُ بعض الْمُلُوك العظماء مَالا عَظِيما على أَن يتَكَلَّم فِي بَيت شعر شكوّا فِيهِ فَأبى ذَلِك وَقَالَ قد مضى لي فِيهِ مَا لَا أحتاج أَن أَزِيد عَلَيْهِ
وَكَانَ قد قَرَأَ أهل الْكُوفَة عَلَيْهِ أشعارهم فَكَانُوا يقصدونه لما مَاتَ حَمَّاد الراوية فَلَمَّا نسك خرج إِلَى أهل الْكُوفَة يعرِّفهم الْأَشْعَار الَّتِي أدخلها فِي أشعار النَّاس فَقَالُوا لَهُ أَنْت كنت عندنَا فِي ذَلِك الْوَقْت أوثق مِنْك السَّاعَة فَبَقيَ ذَلِك فِي روايتهم إِلَى الْآن وَله من التصانيف كتاب جنَّات الْعَرَب وَمَا قيل فِيهَا من الشّعْر وَكَانَ خلف قد قَالَ لأبي نواس ارثني وَأَنا حيّ حَتَّى أسمع فَقَالَ من الرجز
(لَو كَانَ حيٌّ وائلاً من التَّلف ... لوألت شغواء فِي أَعلَى شعف)
وَهِي مَشْهُورَة فِي ديوانه فاستجودها وَقَالَ مليحة إِلَّا أَنَّهَا رجز وَأحب أَن تكون قصيدة فَقَالَ أَنا أنظم هَذِه الْمعَانِي قصيدة فَقَالَ من المنسرح
(لَا تئل العصم فِي الهضاب وَلَا ... شغواء تغذو فرخين فِي لجف)
مِنْهَا
(لما رَأَيْت الْمنون آخذةً ... كلّ شديدٍ وكلّ ذِي ضعف)
(بتُّ أعزِّي الْفُؤَاد عَن خلفٍ ... وَبَات دمعي إلَاّ يفض يكف)
(إنسى الرزايا ميتٌ فجعت بِهِ ... أمس رهين التُّرَاب فِي جدف)
(وَكَانَ ممّن مضى لنا خلفا ... فَلَيْسَ مِنْهُ إِذْ بَان من خلف)