للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

روى عَن أَيُّوب وَعَاصِم الْأَحْوَال والعوّام بن حَوْشَب وغالب الْقطَّان أَخذ النَّحْو عَنهُ سِيبَوَيْهٍ والأصمعي والنَّضر بن شُمَيْل وهرون بن مُوسَى النحويّ ووهب بن جرير وعليّ بن نصر الْجَهْضَمِي

كَانَ خيِّراً متواضعاً ذَا زهد وعفاف يُقَال أَنه دَعَا بِمَكَّة أَن يرزقه الله علما لم يسْبق إِلَيْهِ

فَرجع إِلَى الْبَصْرَة وَقد فتح عَلَيْهِ بالعروض فَوَضعه فَهُوَ أول من وَضعه وصنَّف كتاب الْعين فِي اللُّغَة وَقد ذكره أَبُو حَاتِم ابْن حيّان فِي كتاب الثِّقات فَقَالَ يروي المقاطيع وَقَالَ النّضر بن شُمَيْل أَقَامَ الْخَلِيل بن أَحْمد فِي خصّ بِالْبَصْرَةِ وَلَا يقدر على فلسين وتلامذته يَكْسِبُونَ بِعِلْمِهِ الْأَمْوَال وَكَانَ آيَة فِي الذكاء وَكَانَ سَبَب مَوته أَنه قَالَ أُرِيد أَن أعمل نوعا من الْحساب تمْضِي بِهِ الْجَارِيَة إِلَى الفاميّ فَلَا يُمكنهُ أَن يُظِلّهَا فَدخل الْمَسْجِد وَهُوَ يعْمل فكره فصدمته سَارِيَة وَهُوَ غافل فانصرع وَمَات قيل سنة خمس وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة سبعين وَقيل سنة سِتِّينَ وَمِائَة وَكَانَت لَهُ معرفَة بالإيقاع والنغم وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أحدث لَهُ علم الْعرُوض فَإِنَّهُمَا متقاربان فِي المأخذ وَقَالَ حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّنْبِيه على حُدُوث التَّصحيف وَبعد فَإِن دولة الْإِسْلَام لم تخرج أبدع للعلوم الَّتِي لم تكن لَهَا أصُول عِنْد عُلَمَاء الْعَرَب من الْخَلِيل وَلَيْسَ على ذَلِك برهَان أوضح من علم الْعرُوض الَّذِي لَا عَن حكيمٍ أَخذه وَلَا على مِثَال تقدّمه احتذاه وَإِنَّمَا اخترعه من ممر لَهُ بالصفَّارين من وَقع مطرقة على طست لَيْسَ فيهمَا حجّة وَلَا بَيَان يؤديان إِلَى غير حليتهما أَو يفسدان عين جوهرهما فَلَو كَانَت أَيَّامه قديمَة ورسومه بعيدَة ليشكّ فِيهِ بعض الْأُمَم لصنعته مَا لم يَضَعهُ أحد مُنْذُ خلق الله الدُّنْيَا من اختراعه الْعلم الَّذِي قدمت ذكره

وَمن تأسيسه بِنَاء كتاب الْعين الَّذِي يحصر فِيهِ لُغَة كلّ أمة من الْأُمَم قاطبة ثمَّ من إمداده)

سِيبَوَيْهٍ فِي علم النَّحْو بِمَا صنف كِتَابه الَّذِي هُوَ زِينَة لدولة الْإِسْلَام وَقَالَ حَمْزَة أَيْضا فِي كتاب الموازنة بَين الْعَرَبيَّة والعجمية وللعرب فضل على غَيرهم من الْأُمَم بِمَا اتّفق لعلماء لغاتهم من تَقْيِيد ألفاظهم فِي بطُون الْكتب

وعلماء الْفرس تدّعي مشاركتهم فِي هَذِه الْفَضِيلَة ويزعمون أَن لغتهم كَانَت منتشرةً ذَاهِبَة فِي الضّياع على غير نظام إِلَى أَن ظهر لجمعها بعد انتشارها فيلسوف دولة الْإِسْلَام الْخَلِيل بن أَحْمد الفرهودي وَمن الْفرس كَانَ أَصله لِأَنَّهُ من فراهيد الْيمن وَكَانُوا من بقايا أَوْلَاد الْفرس الَّذين فتحُوا بِلَاد الْيمن لكسرى وَكَانَ جدّ الْخَلِيل من أُولَئِكَ فَمن أجل أَن الْخَلِيل كَانَ من الْفرس صَارَت لنا مُشَاركَة فِي مفاخر الْعَرَب بِمَا أثّله الْخَلِيل بهم فزعموا أَن للخليل ثَلَاثَة أيادٍ عِنْد الْعَرَب كبار لم يشدّ مثلهَا إِلَيْهِم عَرَبِيّ مِنْهُم أَحدهَا مَا نهج لتلميذه سِيبَوَيْهٍ من التأتّي لتأليف كِتَابه حَتَّى علّمه كَيفَ يفرّق لَهُم جُمْهُور النَّحْو أبواباً ويجنِّس الْأَبْوَاب أجناساً ثمَّ يتنوّع

<<  <  ج: ص:  >  >>