للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَطلب إِلَى مصر وتولَّى أَيَّام الصّالح شدَّ الخاصّ المرتجع عَن العربان بِالشَّام وصفد وحمص وحلب وحماة وطرابلس وَأقَام كَذَلِك وَولده فِي نيابته على ولَايَة الْبر إِلَى أَوَائِل الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي رَحمَه الله تَعَالَى وَتوجه يحمل الخاصَّ إِلَى مصر فتولَّى بهَا شدَّ الجيزيّة

وَكَانَ بهَا كاشفاً ومشدّاً فَلَمَّا أمسك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وأقاربه وَمن كَانَ تسحَّب مَعَهم من الْأُمَرَاء حضر الْأَمِير نجم الدّين الْمَذْكُور هُوَ والصّاحب عَلَاء الدّين بن الحرّاني والأمير عز الدّين أيدمر الزرّاق للحوطة على موجودهم وإقطاعاتهم وَجعل الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر أَمِير جاندار يتحدث مَعَهم أَيْضا وَكَانَ قد عيِّن لَهُ إقطاع طبلخاناة وعزم على تَجْهِيزه إِلَيْهِ إِلَى الشّام فاعتلّ قَرِيبا من جمعةٍ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سادس شهر رَجَب سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ وَدفن بالصّالحية عِنْد تربة الشياح وَكَانَ قد حجّ سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة وكتبت لَهُ توقيعاً بشدّ الخاصّ بِدِمَشْق فِي الْأَيَّام التنكزيّة فِي عَاشر شوّالٍ سنة تسعٍ وَسبع مائَة ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جعل نجم الدّين فِي آفَاق السّعادة طالعاً وسيره فِي منَازِل السَّعَادَة حَتَّى كَانَ الحكم بشرفه قَاطعا وقدّر لَهُ الْخَيْر فِي حركاته وسكناته مُسْتَقِيمًا وراجعاً وأبرزه فِي هَذِه الدولة الْقَاهِرَة لشمل مسرّاتها جَامعا نحمده على نعمه الَّتِي قربت من نأى بعد انتزاحه وأعادته إِلَى وَطنه الَّذِي طالما شام التماع برقه فِي الدُّجا بالتماحه وجبلته على إيثاره دون كل)

قطرٍ يبسم روضه بثغر أقاحيّه وَمَا قُلْنَا أقاحه وخصّته بِمُبَاشَرَة خاصٍّ تأتَّى لَهُ وَتَأْتِي البركات فِيهِ على اقتراحه ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة نزل إِثْبَات التَّوْحِيد فِي أبياتها وَوجدت النُّفُوس لذَّاتها بإدمانها لذاتها ومدَّ الْإِيمَان أَيدي جنَّاتها إِلَى ثمار جنَّاتها وأوصل الإيقان راحات قاطفيها إِلَى راحاتها ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي بَعثه إِلَى الْخَاص وَالْعَام وأورثه من خَزَائِن جوده مزِيد الأفضال ومزايا الإنعام وحببه إِلَى قومٍ هم أنس الْإِنْس وجنبه قوما إِن هم إلَاّ كالأنعام وأيده بالكرامة وأمده بِالْكَرمِ وَنَصره بِالْمَلَائِكَةِ الْكِرَام صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين سدّوا مَا ولاّهم وسادوا من والاهم وشادوا مجد هَذِه الْأمة فهم أولاهم فِيهِ وَبِه أولاهم ووعدوا على مَا اتبّعوا جنّةً دَعوَاهُم فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهمّ صَلَاة يتضوَّع من طيِّها نشر شذاهم وتكفي من اتّبعهم شرّ أهل الْبدع وتقيه إِذا همَّ أذاهم وسلّم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَلَمَّا كَانَت وَظِيفَة شادّ الخاصّ الشريف بداريّا ودومة من أجلّ الْوَظَائِف وأنفس المناصب الَّتِي كم أمَّها عاف ورامها عايف وأشرف المباشرات الَّتِي من دونهَا بيض الصفائح لَا سود الصَّحائف يحْتَاج من بَاشَرَهَا إِلَى أَن يكون ممَّن علت هممه وغلت قيمه وعكرت شيمه حَتَّى يفِيض على العامّ من الخاصّ نعمه وتدرّ بداريا درره وتدوم على دومة ديمه وَكَانَ الْمجْلس السَّامِي الأميري النجمي دَاوُد بن الزيبق النصاري ممَّن تهادته المملكة الإسلامية شاماً ومصراً وَحَازَ نَوْعي

<<  <  ج: ص:  >  >>