للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغزا بِالنَّاسِ طبرستان وَكَانَ مُعَاوِيَة يعقب بَينه وَبَين مَرْوَان بن الحكم فِي عمل الْمَدِينَة وَفِيه يَقُول الفرزدق من الوافر

(تَرَى الغُرَّ الجحاجِحَ مِنْ قُريشٍ ... إِذا مَا الأمرُ فِي الحِدْثانِ غالا)

(قِياماً يَنظُرونَ إِلَى سَعيدٍ ... كَأنَّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ الهِلالا)

وَخلف عَلَيْهِ من الدّين لمّا مَاتَ ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَقيل ثَمَانِينَ ألف دِينَار كلهَا صِلاتٌ وعِاتٌ فوفاها ابْنه عَمْرو من بعض الْعقار الَّذِي خلّفه وَكَانَ سعيد بن الْعَاصِ يسمّى ذَا الْعِصَابَة وجدّه سعيد بن الْعَاصِ كَانَ يُقَال لَهُ ذُو الْعِمَامَة لأنّه كَانَ ذَا لبس عِمَامَة لَمْ يلبس قرشي عمامةٌ حَتَّى يَنْزِعهَا كَمَا أَن حَرْب ابْن أميّة كَانَ إِذا حضر ميّتاً فيبكيه أَهله حَتَّى يقوم وكما أنّ أَبَا طَالب إِذا أطْعم لَمْ يطعم أحد يَوْمه ذَلِك وكما أنّ أسيد بن الْعَاصِ إِذا شرب الْخمر لَمْ يكن يشْربهَا أحد حَتَّى يَتْرُكهَا وَيُقَال إنّ ذَا الْعِمَامَة إِنَّمَا لزم سعيداً كِنَايَة عَن السؤدد وَذَلِكَ أنّ الْعَرَب تَقول للسيّد هُوَ المعمّم يُرِيدُونَ أنّ كلّ جِنَايَة يجنيها أحد من عشيرته فَهِيَ معصوبة بِرَأْسِهِ وَلذَلِك قيل لسَعِيد هَذَا ذُو الْعِصَابَة فلمّا طلّق خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة آمِنَة بنت سعيد بن الْعَاصِ هَذَا تزوّجها الْوَلِيد بن عبد الْملك فَفِي ذَلِكَ يَقُول خَالِد من الطَّوِيل

(فَتَاةٌ أبُوها ذُو العِصابَةِ وَابْنُهُ ... أَخُوهَا فَما أكْفاؤُها بِكَثيرِ)

وغزا سعيد لمّا ولي الْكُوفَة طبرستان فافتتحها وَيُقَال إنّه افْتتح جرجان أَيْضا فِي زمن عُثْمَان سنة تسع وَعشْرين أَو سنة ثَلَاثِينَ وَكَانَ أيَّداً يُقَال إنّه ضرب بجُرجان رجلا عَلَى عَاتِقه فَأخْرج السَّيْف من مرفقه وانتقضت آذربيجان فَغَزَاهَا وافتتحها ثُمَّ عَزله عُثْمَان وولىّ الْوَلِيد بن عقبَة فَمَكثَ مدّةً ثُمَّ شكاه أهل الْكُوفَة وعزله وردّ سعيداً فردّه أهل الْكُوفَة وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَان لَا حَاجَةً لَنَا فِي سعيدك وَلَا فِي وليدك وَكَانَ فِي سعيد تجبر وغلظة وَشدَّة سُلْطَان)

<<  <  ج: ص:  >  >>