(يَصُونُ كُنْبي فَكُلُّها حَسَنٌ ... يَطْوِي ثِيابِي فَكُلُّها جُدُدُ)
)
(وأبْصَرُ الناسِ بالطَبيخ فَكَال ... مِسكِ القَلايا والعَنْبَرُ الثردُ)
(وَهوَ يُدير المُدامَ إِن جُلِيَت ... عَروس دَنٍّ نِقَابُها الزبَدُ)
(يَمْنَحُ كَأسِي يَداً أُنامِلها ... تَنْحلُّ مِنْ ليْنِها وتَنْعَقِدُ)
(ثَقَّفَهُ كَيْسُهُ فَلَا عِوّجٌ ... فِي بَعْضِ أخْلاقِه وَلا أوَدُ)
(وصَبْرَ فيّ القَريضِ وَزَانُ دِي ... نّارِ المَعاني الجِيادِ مُنْتَقِدُ)
(وَيَعْرِفُ الشِعْرَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي ... وَهْوَ عَلى أنْ يَزيدَ مُجْتَهِدُ)
(وكاتِبٌ تُوجَدُ البلاغَةُ فِي ... ألفاظِهِ والصَوابُ والرّشَدُ)
وَواجِدٌ بِي مِنَ الْمحبَّة والرأفة أضْعَافَ مَا بِهِ أجِدُ
(إِذا تَبَسَّمْتُ فَهُوَ مُبْتَهجٌ ... وَإنْ تَنَمَّرْتُ فَهْوَ مُرْتَعِدُ)
(ذَا بَعْضُ أوْصَافِه وَقَدْ بَقيَتْ ... لَهُ صِفاتٌ لَمْ يَحْوِها أحَدُ)
أَنْشدني إجَازَة لِنَفْسِهِ العلاّمةُ شِهاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود الْكَاتِب عكساً فِي هَذَا الْمَعْنى من المنسرح
(مَا هُوَ عَبْدٌ كلَاّ وَلَا وَلَدُ ... إلاّ عَناءٌ تَضْنَى بِهِ الكَبِدُ)
(وَفَرْطُ سُقْمٍ أعْيا الأُساةَ فَلَقَدْ ... جِلْدٌ عَليه يَبقَى وَلَا جَلَدُ)
(أقْبَحُ مَا فِيه كُلُّهُ فَلَقَدْ ... تَسَاوَتِ الرُوحُ مِنْهُ وَالجَسَدْ)
(أشبَهُ شَيءٍ بِالقِرْدِ فَهْوَ لَهُ ... إِن كانَ لِلقِردِ فِي الوَرَى وَلَدُ)
(ذُو مُقْلَةِ حَشْوُ جَفْنِها غَمضٌ ... نَسيل دَمْعاَ وَمَا بِها رَمَدُ)
(ووَجْنةٌ مِثْل صِبغَةِ الورس ول ... كِنْ ذَاكَ صافٍ ولونُها كمدُ)
(كأنَّما الخدُّ فِي نَظافَتِهِ ... قَد أُكِلَتْ فَوْقَ صَحْنِهِ غُدَدُ)
(يَقْطُرُ سُمّاً قَضحْكُهُ أبَداً ... شَرُّ بَكاءٍ وبِشْرُهُ حَرَدُ)
(يَجْمَعُ كَفَّيهِ مِنْ مَهانَتِهِ ... كَأنَّهُ فِي الهَجيرِ مُرتَعِدُ)
(يُطْرِقُ لَا مِنْ حَياً وَلَا خَجَلٍ ... كَأنَّهُ للتُرابِ مُنْتَقِدُ)
(ألْكَنُ إِلَّا فِي الشَّتْمِ يَنْبَحُ كال ... كَلْبِ وَلَوْ أنَّ خَصْمَهُ الأسَدُ)
(يَشْتمُني النّاس حِينَ يَشتمُهُمْ ... إذْ لَيسَ يَرضَى بِشَتْمِهِ أحدُ)
(كَسْلانُ إلاّ فِي الأكلِ فَهوَ إِذا ... مَا حَضَرَ الأكلُ جَمْرَةٌ تَقِدُ)