للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ نعم فَالْتَفت إِلَى جوارٍ كُنَّ حولهَا وَقَالَت هنّ حرائر إِن كَانَ خرج هَذَا من قلب سليم وَكَانَ لعروة الْمَذْكُور أَخ اسْمه بكر فَمَاتَ فرثاه عُرْوَة بقوله فِيهِ من الوافر

(سرى همي وهم الْمَرْء يسري ... وَغَابَ النَّجْم إِلَّا قيد فتر)

(أراقب فِي المَجَرّةِ كُلَّ نَحمِ ... تَعَرَّضَ أَو عَلى المَجْراةِ يَجْرِي)

(لَهِمِّ مَا أزالُ لَهُ قَرِيناً ... كَأَنَّ الْقلب أبطن حر جمر)

(على بكر أخي فَارَقت بكرا ... وَأي الْعَيْش يصلح بعد بكر)

فلمّ سَمِعت سكينَة هَذَا الشّعْر قَالَت وَمن هُوَ بكر هَذَا فوُصف لَهَا فَقَالَت أهوَ ذَاكَ الأُسَيّدِ الَّذِي كَانَ يمّر بِنَا قَالُوا نعم فَقَالَت لقد طَابَ بعده كلّ شَيْء حتّى الخبو وَالزَّيْت قيل إنّ عَائِشَة بنت طَلْحَة حجّت فِي سنة وحجّت سكينَة أَيْضا فَكَانَت عَائِشَة أحسن آلَة وبغلاً فَقَالَ حاديها من الرجز)

عائشَ يَا ذاتَ البِغال الستّينْ لَا زلتِ مَا عِشتِ كَذَا تَحُجَينْ فشقّ ذَلِكَ عَلَى سكينَة وَنزل حاديها فَقَالَ من الرجز عائِشَ هَذي ضَرَّةٌ تشكوكِ لَوْلَا أَبوهَا مَا اهتَدَى أبُكِ فَأمرت عَائِشَة حاديها أنْ تكفّ فكفّ حُكِيَ أنّه اجْتمع رُوَاة جرير وكُثيرَ وَجَمِيل والأحوص ونُصيب فافتخر كلّ مِنْهُم بِصَاحِبِهِ وَقَالَ صَاحِبي أشعر فحكموا سكينَة بنت الحيبن لمِا يعْرفُونَ من عقلهَا ونفاذتها فِي الشّعْر فَخَرجُوا حَتَّى اسْتَأْذنُوا عَلَيْهَا وَذكروا لَهَا مَا كَانَ من أَمرهم فَقَالَت لراوية جرير أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي قَول من الْكَامِل

(طَرَقتْكَ صائِدهُ وَلَيْسَ ذَا ... وَقَت الزِيارةِ فَارْجِعي بٍَلامِ)

وأيّ سَاعَة أحلى للزيارة من الطروق قبح الله صَاحبك وقبح شعره هلاّ قَالَ

(وإنّ ذَا ... وَقت الزِّيَارَة فادْخُلي بِسَلامِ)

ثُمَّ قَالَت لراوية كثيرّ أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل

(يقرّ بعيني مَا يقرّ بِعَينهَا ... وَأحسن شيءٍ مَا بِهِ الْعين قرّتِ)

وَلَيْسَ شيءٌ أقرَّ لِعينها من النِّكَاح أفيحبّ أَن يُنْكَحَ قَبّحه الله وقَبّح شِعْرَهُ ثُمَّ قَالَت لراوية جميل أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل

(فَلَوْ تَرَكتُ عَقْلِي معي مَا طَلَبْتُها ... وَلَكِن طِلابيها لمِا فاتَ مِنْ عَقْلي)

<<  <  ج: ص:  >  >>