(مِثْلَ تَجْدٍ لَو استطاعت لقالت ... لَيْسَ هَذَا الدَعيّ من أكنافي)
(فابْسط العُذْرَ فِي هَجاءِ رقيعٍ ... عادِلٍ عَن طرائق الإنصافِ)
ولمّا سمع التلعفري الأبيات قَالَ لَهُ مَا أَنا جندي أقامر بخفافي فَقَالَ لَهُ ابْن بُنيان فِي الْحَال بخفاف امْرَأَتك فَقَالَ مَا لي امْرَأَة فَقَالَ لَهُ لَكَ مقامرة من بَيْنَ الحجرتين إمّا بالخفاف وإمّا بالثقال ولمّا وَقع ابْن بنيمان عَن البغلة انْكَسَرت رجله وَمَشى عَلَى خشبتين سمع بعض النَّاس)
يَقُول مَا يضْرب الله بعصاتين فَقَالَ بلَى لِابْنِ بنيمان ورُئى رَاكِبًا عَلَى حِمَاره فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ نزلت عَن البغلة وأصبحت أقدم عَلَى الجحشة ونظم فِيهِ الشهَاب التلعفري من الْبَسِيط
(سمعتُ لِابْنِ بنيمانٍ وتَغْلَتهِ ... عَجِيَبَةَ خِلتُها إِحْدَى قَصائدِهِ)
(قَالُوا رَمَتْه وداست بالنعال عَلَى ... قَفَاه قتلْتُ لَهُم ذَا مِنْ عوائِدِهِ)
(لأنّها فَعَلتْ فِي حَقِّ والدِها ... مَا كَانَ يَفْعَلُهُ فِي حَقِّ والدِهِ)
وَقَالَ ابْن بنيمان من الْبَسِيط
(إشْرَبْ فَشُرْبُكَ هَذَا اليومَ تَحليلُ ... وَانْفِ الهُمومَ فَقَدْ وافاك أيْلولُ)
(أما تَرى الشَمْسَ وَسْطَ الكأسِ طالِعةً ... مُنيرةً وَنطاقُ البدرِ مَحْلولُ)
(والأرضُ قَدْ كُسِيَتْ بالغَيْثِ حُلَّتُها ... وناظرٌ الرَوْض بالأزهارِ مَكْحول)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(أَتَانِي كتابُ كَانَ لمّا فَضَضْتُهُ ... مُرَوّىِّ من الإحسانِ صادٍ مِنْ الخَنا)
(فَخُيْلَ لي مَا أَنْتَ أَنْت لِكَتْرَة ال ... تَواضُعِ والإحْسانِ أوْ مَا أنَا أَنا)
وَقَالَ من الطَّوِيل
(خَلِيليَّ كَمْ أشْكو إِلَى غير راحِمِ ... وأجْعَلُ عِرضي عُرضةً لِلّوائمِ)
(وَأَسْحَبُ ذَيْلَ الذُلِّ بَينَ بُيوتكم ... وَأَقْرَعُ فِي ناديكُمُ سِنَّ نادِمِ)
(هَبونيَ مَا استوجَبْتُ حَقًا عليكُمْ ... أما تَعتريكم هِزَةٌ للمكارِمِ)
(كأنَّ الْمَعَالِي مَا حَلَلتمَ لَديكُمُ ... وَقَدْ أصْبَحَتْ مَعْدودةً فِي المحارِمِ)
قَالَ النُّور الأسعردي أَنْشدني شهَاب الدّين التلعفري فِي ابْن بنيمان وَقَدْ صفعه باتكين باربل وَأمر أَن يُطَاف بِهِ بِجَمِيعِ الدَّار من أَبْيَات من الوافر
(أرِحْ من ذكِرِهِ غُرَر القوافي ... وقُلْ اللهُ يَرحَمُ باتكينا)
قَالَ فعلمتُ أَنا فِي الْمَذْكُور أبياتاً وَهُوَ منبوز بالأبنة من الوافر