للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأندلسي الْبَاجِيّ الْقُرْطُبِيّ صَاحب التصانيف أَصله بَطَلْيَوس وانتقل آباؤه إِلَى باجة وُلد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة

وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة سمع ورحل أَخذ الْفِقْه عَن أبي الطيّب الطَّبَرِيّ وَأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأقَام بالموصل سنة يَأْخُذ علم الْكَلَام عَن أبي جَعْفَر السمناني وبرع فِي الحَدِيث وبّرز عَلَى أقرانه وتقدّم فِي علم الْكَلَام وَالنّظم وَرجع إِلَى الأندلس بعد ثَلَاث عشرَة سنة بعلوم كَثِيرَة وروى عَنهُ الْخَطِيب وَابْن عبد البرّ وهما أكبر مِنْهُ وصنَّف المنتفي فَفِي الْفِقْه والمعاني فِي شرح الموطَأ عشْرين مجلّداً لَمْ يؤلَّف مثله وَكَانَ قَدْ صنّف كتابا كَبِيرا جَامعا بلغ فِيهِ الْغَايَة سمّاه كتاب الاستيفتاء وَكتاب الْإِيمَاء فِي الْفِقْه والسراج فِي الْخلاف لَمْ يتمّ مُخْتَصر الْمُخْتَصر فِي مسَائِل الموّنة وَاخْتِلَاف الموطآت وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل وَالتَّشْدِيد إِلَى معرفَة التَّوْحِيد وَالْإِشَارَة فِي أصُول الْفِقْه أَحْكَام الْفُصُول فِي أَحْكَام الْأُصُول وَالْحُدُود وَشرح الْمِنْهَاج وَسنَن الصَّالِحين وَسنَن العابدين وسبل المهتدين وَفرق الْفُقَهَاء وَتَفْسِير الْقُرْآن لَمْ يتم وَسنَن الْمِنْهَاج وترتيب الججّاج وتوفيّ بالمريّة من الأندلس ولمّا تكلّم أَبُو الْوَلِيد فِي حَدِيث البُخَارِيّ مَا تكلّم من حَدِيث المقاضاة يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَقَالَ بِظَاهِر لَفظه أنكر عَلَيْهِ الْفَقِيه أَبُو بكر بن الصنائغ وكفّره بإجازته الْكِتَابَة عَلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأمّي وأنَّه تَكْذِيب لِلْقُرْآنِ فتكلّم فِي ذَلِكَ من لَمْ يفهم الْكَلَام حَتَّى أطْلقوا عَلَيْهِ الْفِتْنَة وقبحوا عِنْد الْعَامَّة فعله وَتكلم)

(بَرِئتُ ممّن شرى دنيا بآخرةٍ ... وَقَالَ إنّ رَسُول الله قَدْ كتبا)

فصنّف أَبُو الْوَلِيد رِسَالَة فِيهَا أنّ ذَلِكَ لَا يقْدَح فِي المعجزة فَرجع عَنهُ بِهَا جمَاعَة وَمن شعر أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ من المتقارب

(إِذا كنتُ أعلَمُ عِلْماً يَقيناً ... بأنَّ جَميعَ حَياتِي كسَاعهْ)

(فلِمْ لَا أكونُ ضَنيناً بِهَا ... وأجعَلُها فِي صَلَاح وطاعهْ)

وَمِنْه من المتقارب

(إِذا كنتَ تعلم أنْ لَا مَحيدَ ... لذِي الذَئْبِ عَن هَولِ يومِ الحسابِ)

(فَاعصِ الْإِلَه بِمِقْدَار مَا ... تُحِبُّ لنَفسك سوءَ العذابِ)

وَمِنْه من المتقارب

(تداركتُ من خَطَأِي نادِماً ... أَن أرجُو سِوَى خالقي راحما)

(فَلَا رُفِعَتْ صَرْعتي إنْ رَفَعْتُ ... يديَّ إِلَى غير مَوْلَاهَا)

(أموتُ وَلَا أدْعو إِلَى مَنْ يَموتُ ... بِمَاذَا أْكفّر هَذَا بِمَا)

<<  <  ج: ص:  >  >>