للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة كَانَ بقيّة أَعْلَام الحَدِيث ببلنسيّة عني أنمّ عناية بالتقييد وَالرِّوَايَة وَكَانَ إِمَامًا فِي صناعَة الحَدِيث بَصيرًا بِهِ حَافِظًا حافلاً عارفاًبالجرح والتعديد ذكرا للمواليد والوفيات يتقدّم أهل زَمَانه فِي ذَلِكَ وَفِي حفظ أَسمَاء الرِّجَال خُصُوصا من تأخّر من زَمَانه وعاصره وَكتب الْكثير وَكَانَ الخطّ الَّذِي يَكْتُبهُ لَا نَظِير لَهُ فِي الإتقان والضبط مَعَ الاستبحار فِي الْأَدَب والإشتهار بالبلاغة فَردا فِي إنْشَاء الرسائل مجيداً فِي النّظم وَكَانَ هُوَ الْمُتَكَلّم عَن الْمُلُوك فِي مجَالِسهمْ والمبين عَنْهُم لما يريدونه فِي المحافل عَلَى الْمِنْبَر ولي خطابة بلنسيّة وَلَهُ تصانيف مفيدة فِي عدّة فنون ألف الِاكْتِفَاء فِي مغازي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالثَّلَاثَة الْخُلَفَاء فِي أَربع مجلّدات وَلَهُ كتاب حافل فِي معرفَة الصاحابة وَالتَّابِعِينَ لَمْ يكمله وَكتاب مِصْبَاح الظُّلم يشبه الشهَاب وَكتاب فِي أَخْبَار البُخَارِيّ وَسيرَته وَكتاب الْأَرْبَعين سوى مَا صنّف فِي الحَدِيث وَالْأَدب والخطب وَمن شعره من الْكَامِل

(أشجاه مَا فعل العِذارُ بخدِّه ... قلبِي شجا وهواي فِيهِ هيّجا)

(مَا رابه وَالْحسن يمزج وَردَه ... آساً ويخلط بالشقيق بَنَفْسَجا)

(وَلَقَد علمتُ بأنَّ قَلْبي صائرٌ ... كُرؤَةً لصدغيه غَداةَ تَصَوْلجا)

وَمِنْه من الطَّوِيل

(ولمّا تَحَلَّى خَدُّه بِعِذارِه ... تسلّوا وَقَالُوا ذَنبُه غيرُ مغفورِ)

(وَهل تنكر العينُ اللجينَ مُنَيَّلاً ... أَو الْمسك مذروراً عَلَى صحن كافورِ)

(وحسبيَ مِنْهُ لَو تَغَيَّرَ خَدُّه ... تَمايُلُ غُصْنٍ والتفاتهُ بعفورِ)

)

وَمِنْه من المنسرح

(قَالُوا اكتَسَتْ بالعِذارِ وجنتُه ... هَل فِي الَّذِي قلتموه من باسِ)

(أكْلَفُ بالوَرْد وهْو منفردٌ ... فَكيف أسلوا إِذْ شِيبَ بالآسِ)

وَمِنْه من الْبَسِيط

(قَالُوا التحي واشتكي عَيْنَيْهِ قلت لَهُم ... نعم صَدقْتُمْ وَهل فِي ذَاكَ من عارِ)

(بنفسجٌ عِيضَ من وردٍ ونرجسةٍ ... تَحَوَّلتْ وردةً زينت باشفارِ)

(مَا مرّ من حسنه شَيْء بِلَا عوضٍ ... حسنٌ بحسنِ وأزهلرٌ بأزهارِ)

وَمِنْه من الوافر

(رياضٌ كالعروسِ إِذا تَجَلَّتْ ... وقَلَّ لَهَا مُشَابَهَةُ العَروسِ)

(فَمن زَهرٍ ضَحوكِ السنّ طَلْقٍ ... بجهمٍ مِنْ سَحائِبه عبوسِ)

(وقضبٍ تحْسبُ الْأَرْوَاح سقَّتْ ... معاطفها سلافةَ خندريسِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>