(وَالله بِعلم مَا فِي قلبِي ... وَالَّذِي لي فِي الطويه)
وَوضع ابْن شرف هَذَا فِيمَا وَضعه حِكَايَة حَكَاهَا لي بِالْقَاهِرَةِ المحروسة وَنحن على الخليج بشق الثعبان فِي سَابِع الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهِي اجتاز بعض النُّحَاة بِبَعْض الأساكفة فَقَالَ أَبيت اللَّعْن واللعن أَبَاك رحم الله أمك وأباك وَهَذِه تَحِيَّة الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة قبل الْإِسْلَام لَكِن عَلَيْك أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالسّلم وَالسّلم وَمثلك من يعز ويحترم وَيكرم ويحتشم قَرَأت الْقُرْآن والتيسير والعنوان والمقامات الحريرية والدرة الألفية وكشاف الزَّمَخْشَرِيّ وتاريخ الطَّبَرِيّ وشرحت اللُّغَة مَعَ الْعَرَبيَّة على سِيبَوَيْهٍ ونفطويه وَابْن خالويه وَالقَاسِم بن كميل وَالنضْر بن شُمَيْل وَقد دعتني الضَّرُورَة إِلَيْك وتمثلت بَين يَديك لَعَلَّك تتحفني من بعض حكمتك وَحسن صنعتك بنعل يقيني الْحر وَيدْفَع عني الشَّرّ وأعرب لَك عَن اسْمه حَقِيقا لأتخذك بذلك رَفِيقًا فَقِيه لُغَات مؤتلفة على لِسَان الْجُمْهُور مُخْتَلفَة فَفِي النَّاس من كناه بالمداس وَفِي عَامَّة الْأُمَم من لقبه بالقدم وَأهل شهرنوزه سموهُ بالسارموزه وَإِنِّي أخاطبك بلغات هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَلَا إِثْم عَليّ فِي ذَلِك وَلَا لوم وَالثَّالِثَة بِهِ أولى وَأَسْأَلك أَيهَا الْمولى أَن تتحفني بسارموزه أنعم من الموزه أقوى من الصوان وأطول عمرا من الزَّمَان خَالِيَة من البواشي مطبقة الْحَوَاشِي لَا يتَغَيَّر عَليّ وشيها وَلَا يروعني مشيها لَا تنْقَلب إِن وطِئت بهَا جروفاً وَلَا تَنْفَلِت إِن طحت بهَا مَكَانا مخسوفاً وَلَا تلتوق من أَجلي وَلَا يؤلمها ثقلي وَلَا تمترق من رجْلي وَلَا تتعوج وَلَا تتلقوج وَلَا تنبعج وَلَا تنفلج وَلَا تقب تَحت الرجل وَلَا تلصق بِخبْز الفجل ظَاهرهَا كالزعفران وباطنها كشقائق النُّعْمَان أخف من ريش الطير شَدِيد الْبَأْس على السّير طَوِيلَة الكعاب عالية الأجناب لَا يلْحق بهَا التُّرَاب وَلَا يغرقها مَاء السَّحَاب تصر صرير الْبَاب وتلمع كالسراب وأديمها من غير جراب جلدهَا من خَالص جُلُود الْمعز مَا لبسهَا ذليل إِلَّا افتخر بهَا وَعز مخروزة كخرز الخردفوش وَهِي أخف من المنقوش مسمرة بالحديد ممنطقة ثَابِتَة فِي الأَرْض الزلقة نعلها من جلد الأفيلة الخمير لَا الفطير وَتَكون بالنزر الحقير
فَلَمَّا أمسك النَّحْوِيّ من كَلَامه وثب الإسكافي على أقدامه وتمشى وتبختر وأطرق سَاعَة وتفكر وتشدد وتشمر وتحرج وتنمر وَدخل حانوته وَخرج وَقد دَاخله الحنق والتحرج فَقَالَ)
لَهُ النَّحْوِيّ جِئْت بِمَا طلبته فَقَالَ لَا بل بِجَوَاب مَا قلته فَقَالَ قل وأوجز وسجع ورجز فَقَالَ أخْبرك أَيهَا النَّحْوِيّ أَن الشرسا بحزوى شطبطبات المتقرقل والمتقبعقب لما قرب من قرى قرق القرنقنقف طرق زرفنات شراسيف قصر القشتبع من جلنب الشرشنكل والديوك تصهل كنهيق زقازيق الصولجانات والحرفرف الفرتاح يبيض الفرقنطق والزعر برجو احلبنبوا يَا حيّز من الطيز بِحَجّ بحمندك بشمر دلو خاط الركبنبو شاع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute