للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شقيقه فاختلفت الخاصكية ومالت فرقة إِلَى حاجي أَخِيه وَفرْقَة إِلَى شعْبَان فَذكره الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي للأمير سيف الدّين الْملك وَكَانَ إِذا ذَاك نَائِبا بِمصْر فَقَالَ لَهُ بِشَرْط أَن لَا يلْعَب بالحمام فَبَلغهُ ذَلِك فنقم هَذَا الْكَلَام عَلَيْهِ وَلما تولى الْملك أخرجه إِلَى الشَّام نَائِبا ثمَّ إِنَّه سيره من الطَّرِيق إِلَى صفد نَائِبا على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْملك وَطلب الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر نَائِب الشَّام ليقره نَائِب مصر على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة طقزتمر وان جُلُوسه على كرْسِي الْملك يَوْم الْخَمِيس بعد دفن الصَّالح وحلفوا لَهُ يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحضر الْأَمِير سيف الدّين بيغرا إِلَى الشَّام ليحلف لَهُ أُمَرَاء دمشق فَحَلَفُوا لَهُ وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين قماري أَخا بكتمر وَأخرج الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار وهابه النَّاس وخافوه وان محباً لِلْمَالِ يخرج الإقطاعات والوظائف بالبذل على ذَلِك وَعمل لذَلِك ديواناً قَائِم الذَّات وَكَانَ يعين فِي المناشير الْبَذْل وَهُوَ مبلغ ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وَمَا فَوْقهَا فَمَا اسْتحْسنَ النَّاس ذَلِك وَلما تولى أَنْشدني لنَفسِهِ جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة

(جبين سلطاننا المرجى ... مبارك الطالع البديع)

(يَا بهجة الْبَدْر إِذْ تبدى ... هِلَال شعْبَان فِي ربيع)

وَكَانَ شجاعاً يقظاً فطناً ذكياً وَكَانَ أشقر محدد الْأنف أَزْرَق الْعَينَيْنِ على مَا قيل لي لم يخل بِالْجُلُوسِ للْخدمَة طرفِي النَّهَار مَعَ اللّعب وَاللَّهْو دَائِما وَلَو ترك كَانَ يكون ملكا عَظِيما)

حازماً وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى ظَاهر دمشق على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته وَجرى من الْأُمَرَاء سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي وشمس الدّين آقسنقر وَغَيرهمَا مَا تقدم ذكره فِي تَرْجَمَة أَخِيه الْملك المظفر حاجي من خلعه وجلوس الْملك المظفر حاجي على كرْسِي الْملك فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ مُدَّة ملكه سنة وَسَبْعَة عشر يَوْمًا واخرج أَخُوهُ حاجي من سجنه وَجلسَ مَكَانَهُ حكى لي سيف الدّين أسنبغا دوادار الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه قَالَ مددنا السماط على أَن يَأْكُلهُ الْكَامِل وجهزنا طَعَام حاجي إِلَيْهِ ليأكله فِي السجْن فَخرج حاجي أكل السماط وَدخل الْكَامِل وَأكل طَعَام حاجي فِي السجْن وَهَذَا أَمر عَجِيب وَقلت فِي واقعته

(بَيت قلاون سعاداته ... فِي عَاجل كَانَت بِلَا آجل)

<<  <  ج: ص:  >  >>